للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على أوتار سهولة الانقياد إلى الإثم مداعبة بذلك الطبقة الوسطى، وأين هذا من فكاهة شكسبير المنطوية على معان فلسفية، والأثر الرجولي الذي تحدثه مسرحيات بن جونسون في المشاهدين؟ ولم يبق في عالم المسرح من ظل متبوئاً مكانه سوى الممثلين.

لقد بدا الممثلون - من النظرة الأولى - وكأنهم جميعاً من أسرة (واحدة) من روجر كمبل Roger Kemble الذي توفي في سنة ١٨٠٢ إلى هنري كمبل الذي توفي سنة ١٩٠٧، وروجر كمبل أنجب سارة كمبل (التي أصبحت مدام سيدونز Siddons) وجون فيليب كمبل الذي انضم لفرقة دروري لين Drury Lane وفي سنة ١٧٨٣ وأصبح مديراً للفرقة في سنة ١٧٨٨، وستيفن كميل الذي أدار مسرح أدنبرة من سنة ١٧٩٢ إلى سنة ١٨٠٠.

وُلدت سارة في سنة ١٧٥٥ في فندق شولدر أف متون Shoulder-of-Mutton Inn في بريكون Brecon، وفي ويلز في أثناء جولة فرقة أبيها. وأُسند إليها دور بمجرد أن أصبحت قادرة على التمثيل، وأصبحت ممثلة موسمية وهي في العاشرة من عمرها. وقد دبرت أمرها لتحصل على قسط غير قليل من التعليم في أثناء حياتها غير المستقرة هذه، فأصبحت امرأة ذات نضج أنثوي، وذات عقل واع مثقف، واحتفظت بجاذبيتها دوما، وتزوجت وهي في الثامنة عشر من عمرها وليم سيدونز Siddons أصغر أعضاء فرقتها. وبعد ذلك بعامين أرسل جارك Garrick - بعد أن سمع بنجاحاتها - وكيلا عنه لمراقبة أدائها التمثيلي، فكتب تقريرا لصالحها فعرض عليها جارك الارتباط بفرقة دروري لين، فظهرت هناك في دور بورتيا Portia في ٢٩ ديسمبر ١٧٧٥. ولم تؤد الدور جيدا لسببين أحدهما عصبيتها وربما كان ثانيهما أنها كانت قد وضعت مولوداً منذ فترة وجيزة.

لقد كانت نحيلة طويلة رزينة ذات ملامح كلاسيكية وكان صوتها ملائماً للمسارح الصغيرة، إذ كانت تفشل في مواءمة صوتها مع المسارح الواسعة. وبعد موسم غير ناجح عادت إلى جولاتها في المنطقة (المقاطعة) وظلت طوال سبع سنوات تعمل صابرة على الرقي بفنها. وفي سنة ١٧٨٢ حثها شريدان - الذي خلف جارّك كمدير للفرقة - على العودة إلى لندن. وفي ١٠ أكتوبر ١٧٨٢ أخذت دور البطولة في مسرحية (الزواج القدري) لتوماس سوثرن Southerne فأدت دورها بإتقان تام