حتى إنها أصبحت منذ هذه الأمسية تسير بخطى حثيثة لتصبح أفضل ممثلة مأساة (تراجيدية) في التاريخ البريطاني. وظلت طوال واحد وعشرين عاما تحكم دروري لين، وأصبحت لعشر سنوات بعدها ملكة كوفنت جاردن Covent Garden بلا منازع.
وأدت دور ليدي مكبث Lady Macbeth بإتقان صبّت فيه كل خبراتها المسرحية. وعندما اعتزلت خشبة المسرح في ٢٩ يونيو ١٨١٢ وهي في السابعة والخمسين من عمرها بعد أن أدّت هذا الدور (ليدي مكبث) تأثر جمهور المسرح تأثراً شديداً بأدائها لمشهد (السير نائما) حتى أنه فضّل أن يظل يصفق لها على متابعة العرض المسرحي. وظلت طوال تسعة عشر عاماً بعد ذلك تعيش في عزلة هادئة، وقطعت ألسن مروجي الشائعات في المدينة، بوفائها لزوجها. وفاز جينسبورو Gainsborough برسم صورة لها لازالت حتى اليوم في المتحف الوطني للصور الشخصية.
وكان أخوها جون فيليب كمبل الذي وُلد مثلها في إحدى فنادق (خانات) الأقاليم، قد نذر والداه ليكون قساً كاثوليكياً وربما كان هذا (النذر) تمشياً مع الفكر الشعبي الذي مؤداه أن وجود أحد أفراد الأسرة في المؤسسة الدينية قد يضمن الفردوس لسائر أفراد الأسرة، فأرسله والداه إلى دواي Douai ليدرس في كليتها الكاثوليكية فتلقى هناك قدراً طيباً من التعليم الكلاسيكي كما اكتسب الرزانة والوقار اللذين مازا بعد ذلك كل أدواره تقريباً، وظل مفتوناً في طوايا نفسه بمهنة والده (التمثيل) فغادر وهو في الثامنة عشرة (١٧٧٥) من عمره دواي وعاد إلى إنجلترا.
وبعد عودته بعام انضم لفرقة مسرحية، وبحلول عام ١٧٨١ كان يؤدي دور هملت Hamlet في دبلن، وانضمت إليه أخته سارة لفترة ثم ألحقته معها في فرقة دروري لين Drury Lane فكان ظهوره للمرة الأولى على هذا المسرح كظهوره في هملت (١٧٨٣) مصحوباً بنجاح متواضع. لقد وجده جمهور لندن رزينا رزانة شديدة لا تتفق مع الدور وأدانه النقاد لأنه عدّل في نص شكسبير واختصره. وعلى أية حال فإنه عندما انضم إلى مدام سيدونز Siddons في مكبث (١٧٨٥) كان أداؤهما رائعاً حتى إنه أصبح حدثا مهما في تاريخ المسرح الإنجليزي.
وفي سنة ١٧٨٨ عيَّن شريدان - الذين كان في ذلك الوقت هو المالك الرئيسي لمسرح