للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان يهتم بنفسه ورباط عنقه اهتماماً شديداً، لكنه كان يحب المغامرة ربما أكثر من التأنق فركبته الديون وفرّ عبر القنال الإنجليزي تخلّصا من دائنيه وعاش عشرين سنة في فقر مُدقع وملابس رثة ومات في الثانية والستين من عمره في مصحة فرنسية للمجانين.

وتخلّت النساء عن الطوق الموسِّع hoop (بتشديد السين وكسرها / وهو طوق من مادة لَدِنة لتوسيع أطراف التنورة أو الجيبة وتستخدم النسوة في بعض البلاد العربية الكلمة الأجنبية الدالة عليه: الهوب hoop ويجمعنه على هوبات) لكنهن ظللن المشدات corsets (الكورسيهات، والمفرد كورسيه) لصدورهن، ليبدو ثديا المرأة ممتلئين متوازنين وكان خط الوسط في الفساتين مرفوعاً إلى أعلى (أي أعلى من مستوى الخصر) وثمة ديكولتيه decollete (تقويرة واسعة قد تشمل الصدر والظهر والكتفين) تكشف ما فوق خط الوسط، وخلال فترة الوصاية على العرش (١٨١١ - ١٨٢٠) تغيرت أساليب اللباس (المودة) تغيراً شديداً، فاختفت المشدّات (الكورسيهات) ولم يَعُدن يستخدمن التنورات petticoats (الجيبات)، واستُخدمت العباءات gowns الشفافة بما يكفي للإيحاء بخطوط الفخذين والساقين أو بتعبير آخر أصبحت العباءات النسائية شفافة وصَّافة، وكان من رأي بايرون Byron أن هذا الأسلوب في اللباس يقلل من فتنة النساء وراح يشكو - على غير عادته - مدافعاً عن الأخلاق:

- لقد ضلّت نساؤنا السبيل كأمنّا حواء

- فهن عرايا

- لكنهن غير خَجِلات من عُرْيِهن

ومع هذا فقد كان هناك اعتدال في اللباس أكثر منه في تناول الطعام. لقد كانت الوجبات هائلة، لأن المناخ كان يحثّ على تناول اللحوم ذات الدهن طلباً للدفء وليس نَهَما تماماً وإن كان النَّهم أيضاً سبباً وارداً. وكان الفقراء يتناولون في الأساس خبزاً وجبناً ويشربون شاياَ أو مزرا (نوع من الجعة)، أما الطبقات ذوات المال فكانت الوجبة الرئيسية