راحة من آلامه بالجلوس مغمورا في الماء الدافئ حتى وسطه، وكانوا يضيفون له في هذا الماء المواد المعدنية والأدوية، وكان يضع قطعة قماش للتجفيف (منديلاً) فوق كتفيه، ويلف حول رأسه منديلا كبيرا مبللاً بالخل، وكان يحتفظ بالأوراق والقلم والمحبرة فوق متسع على حافة الحوض، وكان يكتب يوما بعد يوم المادة المطلوبة لصحيفته على هذه الحافة وهو في هذا الحوض. وكانت أخته ألبرتين Albertine تتولى العناية به، ومنذ سنة ١٧٩٠ أصبح موضع رعاية من خادمته سيمون إيفارد Simonne Evrard التي تزوجها زواجا غير موثق كنسيا (لم يعقد أمام الإكليروس) وإنما: "أمام الله Supreme being أو الموجود الاسمي، .... في معبد الطبيعة الواسع".
وأرسلت شارلوت Charlotte من مقر إقامتها طلباً لمقابلته: "لقد قدمت من كان Caen، إن حبك لأمتك يجب أن يجعلك متنبها للمؤامرات التي تحاك هناك. إنني في انتظار إجابتك". ولم تطق شارلوت صبرا حتى تتلقى الإجابة، ففي مساء ١٣ يوليو طرقت باب داره مرة أخرى، فلم يسمح لها بالدخول ولكن مارا سمع صوتها فطلب السماح لها بالدخول واستقبلها بترحيب وأمر لها بمقعد فجلست فقربت مقعدها منه، فسألها: "ماذا يجرى في كان Caen؟ " (أو هكذا روت شارلوت فيما بعد هذا الحوار الغريب) فأجابت: "ثمانية عشر نائبا من المجلس الوطني يحكمون هناك بالتآمر مع مسئولي المحافظة" فسألها: "ما أسماؤهم"، "فذكرتها له، فكتبها،، وأصدر حكمه التالي: ستجز المقصلة رقابهم" وعندئذ سحبت شارلوت سكينها وطعنته في صدره بكل قوتها حتى أن نصل السكين اخترق الأورطي aorta وتفجر الدم أثر الطعنة، فصرخ مناديا سيمون:" أسرعي إلى .. أسرعي إلى يا صديقتي العزيزة" فأقبلت سيمون فمات بين ذراعيها، واندفعت شارلوت خارجة من الحجرة فاعترضها رجل وكف مقاومتها مستخدما كرسيا، وتم استدعاء البوليس فقبض عليها، فقالت:"لقد أديت واجبي فلندعهم - أي رجال الشرطة - يؤدون واجبهم".
ولا بد أن مارا كان يتمتع ببعض الصفات الطيبة فقد اجتمعت على حبه امرأتان تنافستا في ذلك ونذرت أخته نفسها فيما تبقى من عمرها لتوقير ذكراه.