Quarterly Review. وفي سنة ١٨١٣ رفع من شأن نفسه كمؤلف وكوطني بإصداره كتابا عن حياة نيلسون Life of Nelson فكان كتابا واضحا وحيويا يتضح فيه أثر البحث الجاد، وكتبه بأسلوب القرن الثامن عشر، بسيطا واضحا وسهلا يحمل القارئ رغم انحياز المؤلف الطبيعي للتعاطف مع نيلسون بطلاً ومع بريطانيا وطنا. أما عن افتتان نيلسون بإمّا هاملتون Emma Hamilton فلم يتناوله المؤلف سوى في فقرة واحدة.
وقد حزن بايرون وشيلي وهازلت Hazlitt عندما بدأ سوثي يحط من شأن الشعر بقبوله جائزة إنجلترا Laureateship of England. وكان شأن هذه الجائزة قد انحط عندما قدمها بت Pitt في سنة ١٧٩٠ لهنري بي Pye قاضي السلام الغامض. وعند موت بي Pye (١٨١٣) عرضت الحكومة المنصب على والتر سكوت Scott فرفضه وأوصى به لسوثي وقبل سوثي فكوفئ بزيادة معاشه السنوي إلى ثلاثمائة جنيه وعلق وردزورث الذي كان يجب أن يحصل على هذا التعيين بلطف قائلا: إن لدى سوثي عالما صغيرا يقوم على أكتافه.
أما بايرون الذي أدان سوثي أخيرا بكلمات هي وسط بين التجريح والعفو فقد راح يتحدث عنه بشكل طيب بعد لقائه في دار هولندا Holland House في سبتمبر ١٨١٣: "إنه أفضل من رأيت من الشعراء منظرا" وذكر لتوماس مور Moore: " إنه رجل ذو موهبة .. لطيف المعشر .. نثره يتسم بالكمال" لكن حرص سوثي على إرضاء ذوي المال والسلطة جعل بايرون يشن عليه حربا علنية في سنة ١٨١٨، وتمت القطيعة الكاملة مع الجميع عندما استطاعت مجموعة من هؤلاء الثوار الحصول على مخطوطة مسرحية (وات تيلور Wat Tyler) وهي دراما راديكالية كان سوثي قد كتبها في سنة ١٧٩٤ وتركها مخطوطة لم يطبعها وقاموا بنشرها - سعداء بما فعلوا - في سنة ١٨١٧.
وعاد سوثي إلى جريتا هول ومكتبته وزوجته التي كانت قد اقتربت من الجنون أكثر من مرة، وفي سنة ١٨٣٤ فقدت عقلها تماماً وماتت في سنة ١٨٣٧. أما سوثي نفسه فقد تخلى عن معركته مع المناوئين له في سنة ١٨٣٤، ومن ثم جعل وردزورث أميرا للشعراء رغم معارضته هو نفسه (أي وردزورث) وقد حظي هذا التعيين بموافقة عالمية.