وفي ٣ أبريل استعرض نابليون الحرس الإمبراطوري في ساحة ميدان فونتينبلو، وقال لهم:"لقد عرضت على الإمبراطور إسكندر سلاماً لا يتحقق إلا بتضحيات جسام .. لكنه رفض .. إنني في غضون أيام قليلة سأذهب لأهاجمه في باريس. هل أعوّل عليكم؟ "، وفي البداية لم يجيبوه لكن عندما سألهم:"أأنا على صواب؟ "، أجابوا:"عاش الإمبراطور! هيا إلى باريس". وراح رماة القنابل ينشدون نشيدي الثورة في أيامها الأولى:"نشيد الانطلاق، ونشيد المارسيليز".
وكان الجنرالات متشكّكين. لقد وجدهم في اجتماع خاص معارضين لعودة البوربون، لكنهم أيضاً كانوا غير متحمسين لبذل محاولة لإخراج الحلفاء من باريس. وفي ٤ أبريل دخل المارشالات (ني Ney وأودينو ومونسي Moncey وليفيبفر Lefebvre) غرفة نابليون دون دعوة منه وقالوا له: "إنه ما دام السينات (مجلس الشيوخ) قد عزله فإنهم لا يستطيعون أن يتبعوه في هجوم على القوات المتحالفة والحكومة المؤقتة"، فقال لهم:"إنه سيقود الجيش بدونهم"، فردّ عليه نَيْ Ney بحسم: "إن الجيش سيطيع قادته"، فسألهم نابليون ماذا يريدون منه، فأجاب نَيْ Ney وأودينو: "التنازل فكتب نابليون تنازلاً مشروطاً يترك بمقتضاه العرش لأبنه تحت وصاية ماري لويز".
وأرسل كولينكور، وماكدونالد ونَيْ إلى باريس لتقديم هذا العرض. وفي الطريق توقفوا عند معسكر إيسون لاستشارة مارمون فراعهم أن وجدوه قد شرع في التفاوض مع شفارتسنبرج حول شروط تسليم المدينة.
وفي تلك الليلة (٤ - ٥ أبريل) قاد مارمون رجاله البالغ عددهم ١١،٠٠٠ عبر تخوم المدينة بعد أن قبل تماماً شروط شفارتسنبرج المتساهلة. وفي ٥ أبريل أحاط قادة الحلفاء كولينكور علماً بأنهم لن يتعاملوا منذ الآن مع نابليون إلا إذا تنازل عن العرش دون قيد أو شرط وفي هذه الأثناء أرسلوا جنوداً لتطويق فونتينبلو لمنعه من الهرب.
وخفّف إسكندر من وطأة هذه الإجراءات القاسية بأن حمى باريس من السلب والنهب، كما قام بزيارات وديّة لكل من ماري لويز، وجوزفين، وهورتنس Hortense. لقد كان الروسي هو الأكثر تحضّراً من بين الفاتحين. لقد حثَّ زملاءه على أن يوقِّعوا معه معاهدة