فونتينبلو التي تقدم لنابليون جزيرة في البحر المتوسط كسجن فسيح ينعم فيه بسماء إيطالي مشمس ودخل يأتيه من فرنسا. وفيما يلي النص الأساسي لهذه الاتفاقية:
صاحب الجلالة الإمبراطور نابليون من ناحية وأصحاب الجلالة إمبراطور النمسا .. وإمبراطور كل روسيا، وملك بروسيا يتعهدون بالأصالة عن أنفسهم وكل حلفائهم ..
مادة (١): يتخلَّى صاحب الجلالة الإمبراطور نابليون بالأصالة عن نفسه وأخلافه وذريته وكل أفراد أسرته عن كل حقوق السيادة في الإمبراطورية الفرنسية .. وفي كل المناطق الأخرى.
مادة (٢): يحتفظ صاحبا الجلالة: الإمبراطور نابليون والإمبراطورة ماري لويز بألقابهما ورتبهما طوال فترة حياتيهما. ويحتفظ أيضاً كل من: أم الإمبراطور وإخوته وأخواته وأبناء إخوته وأبناء أخواته وبنات إخوته وبنات أخواته - أينما حلّوا بألقابهم الملكية.
مادة (٣): جزيرة إلبا Elba التي اختارها صاحب الجلالة الإمبراطور نابليون كمقر ستبقى خلال حياته ولاية منفصلة يتملكها ويكون له فيها حق السيادة الكاملة، وهي ملك له.
وعلاوة على ذلك سيقدّم للإمبراطور نابليون عائد سنوي مقداره ٢،٠٠٠،٠٠٠ فرنك كمِلْك خالص له من الخزانة الفرنسية يحوّل منها ١،٠٠٠،٠٠٠ للإمبراطورة.
(المفهوم أن الحلفاء سيدفعون هذا المبلغ مع إضافته إلى ديون فرنسا).
ووقع نابليون هذا الاتفاق في ١٣ أبريل كما وقع تنازله الأول عن العرش ومن ثمّ وقّعه الحلفاء. لقد كان نابليون يتطلع إلى كورسيكا لتكون منفى له لكنه علم أنه لن يُسمح له بذلك لأن كورسيكا حاضنة للثورة (مهيّأة لها)، فكانت إلبا Elba هي اختياره الثاني. ولم يُسمح لماري لويز باصطحابه إلى إلبا، وكانت قد حاولت اللحاق به في فونتينبلو، لكن الحلفاء حالوا بينها وبين رغبتها كما أن نابليون - بدوره - لم يشجّعها على القدوم إليه. وفي ٢٧ أبريل غادرت مع ابنها رامبول Rambouillet قاصدة فينا، وكان هذا على غير رغبتها.