الشجعان" Je veux Sauver ces braves وبعد انتهاء المعركة أعاد المنتصرون إلى الجنرالات المهزومين خيولهم وسيوفهم. وانسحب مارمون ومورتييه إلى باريس استعداداً للدفاع عن العاصمة.
ووصل بلوخر وشفارتسنبرج إلى ضواحي باريس في ٢٩ مارس، وأصيب المواطنون الباريسيون بالذعر بسبب أصوات قذائف المدافع، وفرار الفلاحين إلى المدينة، وأصاب الذعر أيضاً ١٢،٠٠٠ من أفراد الميليشيا الذين كان معظمهم غير مسلحين سوى بالرماح، وهم مدعوون الآن لمساعدة الجيش الفرنسي المقيم في باريس بشغل حصون العاصمة والتمركز فوق تلالها. وكان جوزيف يتوسل إلى الإمبراطورة الوصية على العرش منذ مدة لمغادرة العاصمة على وفق ما كان نابليون قد وجّه به، وقد امتثلت الإمبراطورة الآن للطلب لكن ليجلون L'Aiglon قاوم إلا أن جلبة المعركة التي أصبحت وشيكة، جعلته يذعن.
وفي ٣٠ مارس بدأ الغزاة البالغ عدد جنودهم ٧٠،٠٠٠ هجومهم الأخير، فراح مارمون ومورتييه على رأس ٢٥،٠٠٠ مقاتل يبذلان كل ما في وسعهما من جهد للدفاع عن المدينة التي لم يفكر الإمبراطور الفخور (نابليون) أبداً في تحصينها، وانضم إلى القوات المدافعة عدد من المحاربين القدماء وضحايا الحرب وطلبة مدرسة البوليتقنيَّة Ecole Polytechnique والعمال وغيرهم من المتطوعين. وراح جوزيف يراقب المقاومة إلى أن أدرك أنه لا جدوى منها وأنها قد تدفع الغزاة إلى دك المدينة (باريس) بالمدافع، وهي مدينة عزيزة على أثريائها وفقرائها على سواء. ورغم أن إسكندر قد يتصرف تصرف المعزّى المواسي المحسن، إلا أن الجنود القوزاق قد يستعصون على السيطرة، ولم يكن بلوخر بالرجل الذي يمنع كتائبه البروسية من الأخذ بثأرها كاملاً. لكل هذا فقد حوّل جوزيف سلطاته إلى المارشالات وغادر المدينة ليلحق بماري لويز والحكومة الفرنسية في بلوا Blois على نهر اللوار Loire .
وبعد يوم من المقاومة الدموية وجد مارمون ألا جدوى من استمرارها فوقَّع وثيقة استسلام المدينة في الساعة الثانية من صباح ٣١ مارس سنة ١٨١٤.