بقيادة القنصل مانيوس أكوليوس (١٠١)؛ فبارز أثنيون هذا القنصل وقتله في المبارزة، وأصبح الأرقاء بلا قائد، فهزموا وقتل آلاف منهم في الميدان، وأعيد آلاف آخرون إلى سادتهم، ونقل مئات منهم على ظهور السفن إلى رومه ليقاتلوا الوحوش في الألعاب التي أقيمت احتفالاً بانتصار أكوليوس، ولكن الأرقاء لم يقاتلوا الوحوش بل أغمد كل منهم خنجره في قلب زميله وماتوا عن أخرهم.
وبعد بضع سنين من هذه الحرب- حرب الأرقاء الثانية- امتشقت إيطاليا كلها الحسام. وسبب ذلك أن رومه- وهي أمة صغيرة بين كومي وكيري Caere، وبين جبال الأبنين والبحر- قد ظلت نحو قرنين من الزمان تحكم سائر إيطاليا كما كانت تحكم الشعوب المغلوبة، وبلغ من أمرها أن مدناً قريبة منها مثل تيبور Tibur وبرانستي Praeneste لم يكن لها من يمثلها في الحكومة التي تصرف أمورها، بل كان مجلس الشيوخ والجمعيات والقناصل يصدرون المراسيم والقوانين إلى الهيئات الإيطالية كأنها ولايات أجنبية مغلوبة على أمرها. وكانت موارد هؤلاء "الأحلاف" من مال ورجال تستنزف في الحروب التي لم يكن لها هدف إلا ملء خزائن عدد قليل من الأسر في رومه، ولم تنل الولايات التي ظلت موالية لها في صراعها المرير مع هنيبال على هذا الولاء جزاء يستحق الذكر، أما التي قدمت إلى هنيبال في هذا الصراع شيئاً من المعونة أياً كان نوعها فقد كان عقابها أن أخضعت إلى رومه خضوعاً أذلها إذلالاً جعل كثيراً من أهلها ينضمون إلى الأرقاء في ثورتهم عليها. وكان عدد قليل من أثرياء المدن قد منحوا حق مواطني رومه، وكانت رومه نفسها تستخدم سلطانها في كل مكان لمساعدة الأغنياء على الفقراء، وفي عام ١٢٦ حرمت الجمعية على سكان المدن الإيطالية أن يهاجروا إلى رومه، وفي عام ٩٥ أخرجت هذه العاصمة الغنية كل من لم يكن من أهلها مواطناً رومانياً بل كان مواطناً إيطالياً فحسب.
وحاول أحد الأشراف أن يصلح هذه الحال فكان جزاؤه على هذه