للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المحاولة الإعدام. كان م. ليفيوس دروسس M. Livius Drusus ابن التربيون الذي كان ينافس تيبيريوس جراكس؛ ولما كان متبناه قد أصبح والد زوجة أغسطس، فإن الأسرة ربطت مصيرها بمبادئ الثورة. وجرياً وراء هدفها هذا عرض ليفيوس دروسس، بعد أن اختير تربيوناً في عام ٩١، ثلاثة إجراءات وهي: (١) أن يوزع مقدار آخر من أراضي الدولة على الفقراء. (٢) أن ترد إلى مجلس الشيوخ حقوقه القضائية التي كانت مقصورة عليه، مشترطاً أن يضم إليه في الوقت نفسه ثلاثمائة من رجال الأعمال. (٣) أن يمنح جميع الأحرار في إيطاليا حقوق المواطنين الرومانيين. وأجازت الجمعية الاقتراح الأول وهي مغتبطة، وأجازت الثاني دون أن تبدي اغتباطاً أو استياء؛ ولكن مجلس الشيوخ رفض الاقتراحين كليهما وأعلن أنه لا يرتبط بشيء منهما. أما الاقتراح الثالث فلم يعرض للاقتراع لأن مغتالاً مجهولاً طعن دروسس طعنة قاتلة في منزله.

وبعثت هذه الاقتراحات الأمل في نفوس الولايات الإيطالية وأيقنت مما حل بها أن مجلس الشيوخ والجمعية لن يقبلا بطريقة سليمة أن يشترك غيرهما معهما فيما يعود عليهما من المزايا بفضل هذه الاقتراحات. فأخذت هذه الولايات تستعد للثورة. وتألفت منها جمهورية اتحادية، عاصمتها كنفرنيوم Confirinium، وعهدت بالحكم إلى مجلس الشيوخ مؤلف من خمسمائة عضو يختارون من جميع القبائل الإيطالية عدا التسكان والأمبريان الذين رفضوا الانضمام إلى هذا الاتحاد. فلم يسع رومه إلا أن تعلن الحرب من فورها على المنشقين. واشتركت أحزاب العاصمة كلها في الحرب التي كانت في رأيهم دفاعاً عن وحدة إيطاليا؛ وملأ الخوف قلوب الرومانيين على بكرة أبيهم من انتقام الدول المتمردة إذا انتصرت في هذه "الحرب الاجتماعية (١) " القائمة بين الأخوة بعضهم وبعض. وخرج ماريوس من عزلته،


(١) هذه هي الترجمة الخاطئة للعبارة اللاتينية Bellum Sociale- أي حرب الأحلاف (socli) ضد رومه. وهي ترجمة أكسبتها الأيام حرمة لا تستحقها.