وتولى القيادة، وانتصر في معركة بعد معركة، مع أن جميع القواد الرومانيين- ماعدا صلا- قد منوا بالهزيمة. وقتل في ثلاث سنين حوالي ثلاثمائة ألف نفس، وخربت إيطاليا الوسطى أشد تخريب. ولما أوشكت إتروريا وأمبريا أن تنضما إلى الثوار استرضتهما رومه بأن منحت أهلهما جميع حقوق المواطنين الرومانيين؛ وفي عام ٩٠ منحت حقوق الرومان السياسية لجميع الأحرار والمحررين الإيطاليين الذين يقسمون يمين الولاء لرومه. وكان من أثر هذه الامتيازات القليلة أن ضعفت قوة الأحلاف المناوئين لرومه، فألقت المدن واحدة بعد الأخرى سلاحها، ولم يحل عام ٨٩ حتى كانت هذه الحرب الوحشية الضروس قد وضعت أوزارها، واختتمت بسلام نكد لا خير فيه للطرفين. ذلك أن الرومان قد قضوا على ما منحوه للولايات الإيطالية من حقوق سياسية، بأن جمعوا المواطنين الجدد في عشر قبائل جديدة لا تقترع إلا بعد أن تفرغ الخمس والثلاثون قبيلة التي كانت موجودة قبل من الاقتراع، وبذلك لم تكن لاقتراعها هذا قيمة في معظم الأحيان. يضاف إلى هذا أنه لم يكن في وسع المواطنين الجدد أن يحضروا الجمعيات في رومه إلا قلة ضئيلة منهم. لذلك صبرت الجماعات التي غرر بها والتي أضنتها الحرب وخربت بلادها على مضض، فلما أن مضت على ذلك الوقت أربعون سنة فتحت أبوابها لقيصر يعرض عليها حقوق المواطنين في جمهورية لا وجود لها.