المضرسين الذين اشتركوا في المعارك الحديثة؛ ولما أنقص ثمن القمح الذي توزعه الدولة على العامة من ستة آسات وثلث آس (أي ما يعادل ٠. ٣٩ من الريال الأمريكي) إلى خمسة أسداس آس (أس نحو ٠. ٠٥ من الريال الأمريكي) لكل موديوس لم يعارض ماريوس في هذا الإجراء. وأراد مجلس الشيوخ ~أن يحمي خزانة الدولة، ويحمي نفسه بتحريض أحد التربيونين على أن يمنع الاقتراع على هذين المشروعين. ولكن ستورنينس لم يعبأ بهذا الاعتراض وتقدم بهما إلى الجمعية. واحتدم النزاع بين الطرفين، ولجأ كلاهما إلى العنف. ولما أن قتل أنصار ستورنينس كيوس مميوس Caius Memmius، وكان من أكبر الأشراف مقاماً، لجأ مجلس الشيوخ إلى آخر سهم في كنانته واستخدم حقه في حماية الشعب senatus consultum de re publica defendeuda وأمر ماريوس بوصف كونه قنصلاً أن يخمد الفتنة.
وكان على ماريوس أن يختار بين أمرين ليس فيهما حظ لمختار، وكان هذا الاختيار أسوأ ما مر عليه طول حياته. فقد كان شديداً على نفسه أن يختم جهاده الطويل لخدمة العامة من أهل رومه هذه الخاتمة التعسة فيها زعماءهم وأصدقاءه السابقين، على أنه هو أيضاً كان لا يرضى عن استخدام العنف ويعتقد أن الثورة تنتج من الشرور أكثر مما تستطيع علاجه. وأخيراً سار على رأس قوة لمهاجمة الثوار وسمح بأن يقتل ستورنينس رجماً بالحجارة، ثم طلق السياسة وعاش في عزلة عيشة نكدة يائسة، يحتقره العامة الذين دافع عنهم وأخذ بناصرهم، والأشراف الذين أنجاهم من البلاء.