تمثل في البرلمان الإنجليزي بنائب واحد أو أكثر) رغم أنه استخدمها في بداية شغله لمناصبه. وأيد نقل قرار الحكم في الالتماسات القانونية من القاضي إلى هيئة محلفين علنية. وحمى الصحافة في كشفها للفساد الحكومي، وأيد ويلبرفورس في معركة طويلة ضد تجارة الرقيق. لقد هزمه نابليون وحطم روحه لكن بريطانيا التي كان بت قد أعاد تنظيمها وضبط ماليتها وبث فيها الروح هي التي هزمت نابليون.
وكاد الملك البريطاني يتساوى مع قنصل فرنسا (نابليون) في كم المشاكل التي يواجهها، فكاد - أي جورج الثالث - يأخذ بنصيحة بت Pitt في كل شيء إلا في حق الكاثوليك في المساواة الكاملة، غير أن الملك الهرم كان قابلا للانتكاس إلى درجة الخبل في أية لحظة، تماما كما فعل في الفترة من ١٧٨٨ إلى ١٧٨٩، وفي أثناء مثل هذه الانتكاسات كان أمير ويلز يحوم دومًا بالقرب من العرش - ذلك الأمير الذي كان الوثن المعبود لحزب الهويج (الأحرار) والذي كان صديقا لشارلز جيمس فوكس الذي لم يتفق مع بت Pitt سوى في حب النبيذ … (*) ولفترة ظل جورج الثالث متوقعا الموت، لكنه شفى - وإن ظل ضعيفا مترددا، فركن لحكم بت.
وعندما تولى رجل الدولة الشاب الحكم كانت إنجلترا قد بدأت لتوها تفيق من الحروب المدمرة مع مستعمراتها الأمريكية. لقد بدت بريطانيا مدمرة عسكريا في مواجهة فرنسا المفلسة إلا أنها منتصرة، وإسبانيا المزدهرة والمتنورة تحت حكم شارل الثالث، وروسيا التي وسعت رقعتها تحت حكم كاترين الثانية ونظمت جيوشا هائلة وابتلعت نصف بولندا وراحت تتآمر لتقسيم المناطق الأوربية التابعة لتركيا (الدولة العثمانية) بينها وبين جوزيف الثاني، إمبراطور النمسا والآن فإن أمن إنجلترا يعتمد على أمرين: سيطرتها على البحار، وتوازن القوى السياسية في أوربا، فإذا اختل التوازن بسيطرة طرف من الأطراف لأمكنه أن يملي على إنجلترا ما يريد دون إغلاق أسواق القارة الأوربية في وجه البضائع الإنجليزية، وهون موت جوزيف الثاني من أمر التهديد الشرقي Eastern threat وترددت كاترين وأوشك بت على التركيز على الأمور الداخلية تاركًا أمور السياسة الخارجية في المحل الثاني لولا إعلان
(*) النص. only in loving wine this side of paralysis ..