الثورة الفرنسية أنها ستعطي الدول الملكية دستورا فإن لم تقبله دمرتها. ويوما بعد يوم كانت هذه الأخبار المثيرة تعبر القنال الإنجليزي: جماهير المدينة (باريس) يقتحمون الباستيل، تم التخلي عن الحقوق الإقطاعية، دولة لا دينية تصادر ممتلكات الكنيسة، جحافل النساء تتقدم إلى فرساي وأجبرن لويس السادس عشر وماري أنطوانيت على ترك فرساي والعيش في باريس تحت رقابة الجماهير.
وفي البداية لم يكن بت منزعجا بقدر انزعاج أصدقائه من الطبقة العليا، ففي إنجلترا دستور بالفعل امتدحه عدد كبير من الفرنسيين المشاهير بل وحسدوا إنجلترا عليه لكن وجود اضطراب - مهما قل - في فرنسا لابد أن يوضع في الاعتبار فإنجلترا لا يمكنها في حال وجود هذا الاضطراب أن تعكف مطمئنة على أمورها الداخلية (١) وفي الوقت الذي كان فيه الأرستقراطيون مضطربين كان رجال الأدب في بريطانيا في حالة سعادة - جودون، ووردزورث، وكولردج، وسوثي، وكوبر Cowper وبيرنز Burns. ففي ٤ نوفمبر ١٧٨٩ تأثر أعضاء (جمعية إحياء ذكرى ثورة ١٦٨٨" تأثرا شديدا بعظات الداعية ريتشارد بريسي وهو داعية مناهض للتثليث المسيحي Unitarian) موحد (حتى إنهم أرسلوا يهنئون الجمعية الوطنية في باريس معبرين عن أملهم في أن يكون النموذج العظيم الذي قدمته فرنسا حافزًا للأمم الأخرى لتأكيد حقوق الإنسان (٢) ووقع رئيس الجمعية الإيرل الثالث ستانهوب Stanhope الرسالة وهو زوج أخت وليم. بت وانتشرت خطب بريسي Price . الآنف ذكره في كل أنحاء بريطانيا، وكانت هذه الخطب كنشرات تكاد تدعو للثورة.
تشجعوا يا كل الأصدقاء، ولتصبوا إلى الحرية واكتبوا دفاعًا عنها، فبشارات النجاح قد هلت طلائعها، فلم يكن جهدكم بلاطائل. انظروا الممالك وقد أيقظتموها فهبت من سباتها وكسرت قيودها وطالبت ظالميها بالعدالة انظروا النور الذي أطلقتموه، فبعد تحرر أمريكا، انعكس النور على فرنسا، ففيها تحول إلى لظى أحرق الطغيان (الحكم المطلق) فأدفأ أوربا وأضاءها!
"الويل لكم يا طغاة العالم! خذوا حذركم يا كل من يساندون الحكومات الحقيرة الذليلة وكل النظم الطبقية الخسيسة! … إنكم لن تستطيعوا الآن منع النور عن العالم، ولن