وخلص معظم القادة الأيرلنديون إلى أنهم قد خدعوا وأن بت لم يكن ينوي أبدًا إنجاز وعده. وظهرت مقاومة الاتحاد مع إنجلترا باعتبارها إلحاقا أوضما فعليا. وفي سنة ١٨٠٣ قاد روبروت إميت Emmet جماعة انتحارية في ثورة جعلته من أحب الأبطال في التاريخ الأيرلندي، والأغاني الأيرلندية. وكان قد ولد في دبلن (١٧٧٨) وكان أصغر أبناء طبيب نائب الملك. وكان على وشك التخرج في كلية التثليث Trinity College بمرتبة الشرف عندما حذف اسمه من سجل الخريجين احتجاجًا على التحقيقات التي تجريها الحكومة فيما يتعلق بوجهات النظر السياسية للخريجين، وانضم إلى العصبة الأيرلندية United Irishmen (الأيرلنديين المتحدين) التي كان أخوه الأكبر توماس سكرتير مجلسها الأعلى. وكان توماس يناهض العنف الثوري ولكن روبرت ذهب إلى فرنسا ووجد قبولا عند نابليون وحثه على تكرار محاولة غزو أيرلندا فلما فشل في إقناع نابليون عاد إلى دبلن وجمع السلاح والناس وخطط للقيام بهجوم على حصن دبلن وعندما علم أن الحكومة اكتشفت مؤامرته وأمرت بالقبض عليه شكل - على عجل - قوة من ١٦٠ رجلا واتجه للحصن. وفي طريقهم قابلوا لورد كلواردن Kilwarden رئيس العدالة في أيرلندا فقتله الرجال الثائرون غير المنضبطين كما قتلوا ابن أخيه في البقعة نفسها. وتحقق إميت Emmet أنه لابد الآن من قمع حركته، ففر. واختبأ لفترة في جبال وكلو Wicklew . وكشف نفسه باقترابه من منزل خطيبته ساره كوران Sarah Curran ابنة جون فيلبوت كوران وهو بروتستنطي مدافع عن القضية الأيرلندية، فتم القبض عليه وحوكم بتهمة الخيانة وحكم عليه بالإعدام. ويمثل حديثه للمحلفين نموذجا للبلاغة الأيرلندية الكلاسية:
"طلب واحد أرجو تحقيقه عند مغادرتي هذه الدنيا أن تتكرَّموا عليَّ بالصمت. لا تدعوا أحدا يكتب على شاهد قبري شيئا، فلا أحد ممن يعرفون دوافعي الآن يجرؤ على الدفاع عنها. لا تدعوا الظلم والجهل يلوثان أهدافي ودوافعي دعوا دوافعي وأهدافي ودعوني في طي النسيان وفي هدوء وسلام. وليبق قبري وليس عليه كتابة. ولتبق ذكراي في طيِّ النسيان حتى يأتي وقت آخر ورجال آخرون يمكنهم أن يحكموا بعدل في أمري. وعندما تأخذ أمتي مكانها بين أمم الأرض اكتبوا شاهد. قبري اكتبوه ساعتها وليس قبل ذلك (١٦).