للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

للوحدة الوطنية والرضا العام.

ومثل هذه الخطة التي كان نابليون قد تبناها قبل ذلك بعام بوفاقه مع الكنيسة الكاثوليكية - واجهت معارضات مختلفة فالأيرلنديون الكاثوليك تشككوا في أنها مجرد قناع لاستمرار سيطرة إنجلترا على أيرلندا، واعترض الأيرلنديون البروتستنط لأن هذه الخطة قد تؤدي إلى أن يحكمهم الكاثوليك المنتصرون الذين قد ينتقمون منهم ويجردونهم من ممتلكاتهم. ولم يكن أعضاء البرلمان الأيرلندي راغبين في حل برلمانهم. وراح بت Pitt يأمل أن يؤدي اتحاد ايرلندا مع إنجلترا على المدى الطويل مع حرية التجارة في مختلف أنحاء الإمبراطورية سيؤدي إلى انتعاش الاقتصاد الإيرلندي مما سيرضي الايرلنديين ويؤكد اتحادهم مع إنجلترا كما كان الحال بالنسبة للاسكتلنديين، وكان بت Pitt يرى أن هذه الخطة سترضي الأيرلنديين وتجعلهم يقبلون حكم الأغلبية البروتستنطية في بريطانيا. وجرى حث البرلمان الأيرلندي على حل نفسه (وتم هذا في أول أغسطس سنة ١٨٠٠) واستخدمت أساليب عدة لتحقيق هذا الهدف منها توزيع الأموال بسخاء ومنح كثير من رتب النبالة، والمناصب الشرفية (التي يتقاضى شاغلها راتبا دون عمل حقيقي يؤديه (١٥) ولعب التجار الأيرلنديون دورا مهما في حث البرلمان الأيرلندي على حل نفسه، وهكذا أصبحت أيرلندا حتى سنة ١٩٢١ يحكمها البرلمان البريطاني الذي كان فيه لايرلندا ممثلون (نواب) في مجلس اللوردات ٢٨ من اللوردات الدنيويين وأربعة من اللوردات الروحانيين (الأساقفة ورؤساء الأساقفة) ومائة عضو في مجلس العموم.

ومما قلل نسبيا من النجاح الواضح الذي حققه بت Pitt أنه كان غير قادر على كسب الملك لصالح خطته. فقد رفض الملك جورج الثالث الموافقة عندما اقترح بت تنفيذ وعده الضمني بإكمال المساواة السياسية للكاثوليك وفي هذا الكيان السياسي الجديد المسمى المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا وكان رفضه قائما على أساس أن قسمه عندما تولى الملك يلزمه بحماية كنيسة إنجلترا الرسمية. وعندما ضغط عليه بت Pitt ألمح الملك إلى العودة للوضع السابق فرضخ بت وشعر بالخطر واستقال في ٣ فبراير ١٨٠١، وهكذا أجل موضوع التحرر الكاثوليكي الكامل، وكان عليه الانتظار حتى سنة ١٨٢٩.