الكاثوليك من ألستر خوفا من مذبحة، وراح البروتستنط ينسحبون بشكل متزايد من جماعة أيرلندا المتحدة. وحمل الكاثوليك أسلحتهم وأحكموا سيطرتهم على عدة كونتيات Counties (دوائر أو مديريات) وتقدموا صوب الحصون الحكومية في دبلن. وظن جراتان Grattan أنه قد يحقق السلام باقتراحه في البرلمان الأيرلندي أن يتاح للكاثوليك عضوية البرلمان الأيرلندي فلقي اقتراحه معارضة عامة لأنه سيحيل البرلمان الأيرلندي إلى قوة كاثوليكية (وكان للإيرلنديين في ذلك حق الانتخاب المرشحين بروتستنط) وطلب الجنرال - البريطاني دعمًا وتلقاه بالفعل وأعلن الأحكام العسكرية، وتحولت العاصمة التي كانت سعيدة مرحة إلى جهنم وانتشر فيها القتل طوال أسابيع، وانتصرت الحكومة إذا كان المعيار هو عدد الجثث وفي خريف ١٧٩٨ كانت الثورة قد قمعت.
لكن بت Pitt كان يعلم أن هذا القمع ليس هو الحل وأن تحت الرماد لهيب نار يمثل خطرًا كبيرا على بريطانيا. وبحلول عام ١٨٠٠ كانت إنجلترا في حروب مستمرة مع فرنسا طوال سبعة أعوام أصابها فيها من الاضطرابات والفوضى ما أصابها بسبب الثورة الفرنسية وأفكارها. والآن فقد أعاد - على أية حال - نابليون النظام إلى فرنسا كما أعاد القوة لجيوشها، وكان يشيد أسطولا سرعان ما سيتحدى بريطانيا في سيطرتها على البحار. وكانت أيرلندا النافرة غير الموالية على شفا الثورة دائما، تمثل دعوة يومية لنابليون القيادة قواته عبر القنال الإنجليزي، ليتحالف الكاثوليك مع الكاثوليك ويتم تنظيم أيرلندا لتكون قوة معادية يتم غرسها في جنب بريطانيا. وشعر بت Pitt بضرورة إيجاد سبيل لتوحيد أيرلندا مع بريطانيا بطريقة آمنة في ظل برلمان واحد وملك واحد، فإذا ما أمكن تحقيق ذلك، أعطى حق الانتخاب للجميع على قدم المساواة وحق الترشيح - وبالتالي الوصول لعضوية البرلمان - للجميع دون تفرقة بين بروتستنطي وكاثوليكي، ليس في أيرلندا فقط وإنما في إنجلترا وإسكتلندا وويلز أيضًا، وأصبح شغل الوظائف والمناصب العليا متاحًا للجميع أيضًا على سواء، وأن يكون هناك برلمان واحد يضم البروتستنط والكاثوليك على سواء في لندن، وأن تقدم الحكومة رواتب لرجال الدين المعارضين ورجال الدين الكاثوليك أسوة برجال الدين في الكنيسة الرسمية (١٤). وبهذه الطريقة لا يكون الدين عامل سخط وثورة وإنما قوة