وأقدم مسرحية باقية بالإنجليزية "من مسرحيات الخوارق"-هي عرض درامي لقصة دينية-أخرجت في مدلاندز. حوالي عام ١٣٥٠ بعنوان القضاء على الجحيم، وقد مثلت مفاخرة بين الشيطان والمسيح عند مدخل الجحيم وأصبح مألوفاً في القرن الرابع عشر بين نقابات كل مدينة أن تعرض حلقة من مسرحيات الخوارق، بأن تعد النقابة مشهداً، من الكتاب المقدس عادة، وتنقل الممثلين والمعدات في سفينة، وتؤدي المشاهد على مسارح مؤقتة تشيد في الساحات الشعبية في للمدينة، وتعرض نقابات أخرى في الأيام التالية ما يليها من المشاهد من قصص الكتاب المقدس نفسه. وأقدم ما يعرف الآن من هذه الحلقات هي خوارق شستر، التي مثلت عام ١٣٢٨، حتى إذا جاء عام ١٤٠٠ عرضت حلقات مشابهة في يورك وبيفولي وكمبردج وكفنتري وريكفيلد ولندن ولقد أثمرت الخوارق اللاتينية، في فترة مبكرة ترجع إلى عام ١١٨٢، نوعاً جديداً أطلق عليه "المعجزة" التي تدور حول كرامات بعض القديسين وآلامهم وظهر حوالي عام ١٣٧٨ نوع آخر-هو المسرحية الأخلاقية-يبرز مغزى أخلاقياً، بتمثيل إحدى الحكايات، لا بما بلغ هذا القالب ذاته في مسرحية "كل إنسان"(١٤٨٠). ونحن نسمع في فترة مبكرة من القرن الخامس عشر عن قالب مسرحي آخر، أقد عهداً بلا شك وهو "الفاصل" ولم يكن تمثيلية بين تمثيليات، ولكنه عرضاُ يقوم به ممثلان أو أكثر ولا ينحصر موضوعه في الدين أو الأخلاق، وربما كان دنيوياً مرحاً مسفاً مفحشاً. ومثلت فرق من المنشدين الجوالين هذه الفواصل في أبهاء قصور الأمراء أو دور النقابات، وساحات المدن والقرى، أو فناء إحدى الحانات. وأنشأت اكستر عام ١٣٤٨ أول دار إنجليزية معروفة للتمثيل، هي أول مبنى أوربي وقف على العرض المسرحي وحصص له منذ المنشآت الرومانية الكلاسيكية ولعل الكوميديات قد نشأت عن هذه الفواصل، أما تراجيديات المسرح الاليزابيثي الخصب فلعلها نشأت عن الخوارق والأخلاقيات.