التي فرضها البرلمان على سلطاته ودخله، وظل ثلاثة عشر عاماً يساند ولبول في جهوده لتمكين جون بول من إيفاء ديونه ونشر السلام في ربوعه. وكان كأبيه كثير التردد على هانوفر، الأمر الذي أبهج كل من يعنيهم الأمر. ثم تشاجر كأبيه مع أمير ويلز (ولي العهد) لأنه "كان من بعض تقاليد الأسرة الموروثة كراهية الابن البكر (١٨) " كما قال هوراس ولبول. وكان له كأبيه خليلات، ولو لمجاراة المجتمع العصري، ولكنه على عكس أبيه أحب زوجته حباً جماً.
كانت كارولين، ابنة الحاكم جون فردريك أمير برندنبورج-آنزباخ، قد نشأت في بلاط شارلوتنبورج، وهو بلاط أخت جورج الأول، صوفياً شارلوت، أول ملكة على بروسيا. وهناك التقت بليبنتز واستمتعت بمناقشات الفلاسفة، واليسوعيين، واللاهوتيين البروتستنت، وبلغت درجة فاضحة من التحرر والتسامح الدينيين. وقد عرض عليها شارل السادس، الإمبراطور "الروماني المقدس" يده وعقيدته، فرفضتهما جميعاً، وتزوجت (١٧٠٥) من جورج أوغسطس، أمير هانوفر الناخب "القصير القامة الأحمر الوجه (١٩) "، وظلت وفية مخلصة له غلى النهاية رغم حدة طبعه وطبعها، وخلال كل عثراته وخليلاته. وكان جورج يعنف في معاملتها، ويكتب لها الرسائل الطويلة عن علاقاته الغرامية، ولكنه كان يحترم عقلها وخلقها احتراماً كفى لتركها تحكم إنجلترة (بمساعدة ولبول) خلال فترات غيابه الطويلة، وتوجه سياساته حين يعود.
ولم يكن لها-فيما عدا شبابها البض النضر-من مفاتن الجسد التي تسيطر بها على زوجاه غير يدين حلوتين، وبعض لطائف في السلوك والحديث؛ ولكنه كان معجباً بتكوين صدرها، وأمرها أن تعرضه عرضاً مقنعاً (٢٠). وازدادت بدانة مع كل حمل، وترك الجدري في وجهها ندوباً، وكان صوتها عالياً صادراً من الحنجرة، وكانت تحب الدس وتولع بالسلطة. ولكن الإنجليز بدءوا شيئاً فشيئاً يحبون دعابتها الصادرة من القلب، وأدركوا آخر الأمر أي تضحية من صحتها وسعادتها كانت تبذل لتكون زوجة وملكة صالحة؛ ورأى مفكرو إنجلترا في دهشة أن هذه البرندنبورجية الجلفة كانت تملك ذهنا وأذناً يتذوقان