في القبور، وقد كتب إليه كلمنت في هذا العام الثاني خطاباً يستحثه في رقق يقول:
"إنك تعرف أن البابوات قصار الأجل، ونحن أشد ما نكون شوقاً إلى أن نرى المعبد وفيه قبور أقاربنا، أو أن نسمع في القليل أنه قد تم، ولا يقل عن هذا شوقنا إلى إتمام المكتبة ولهذا نعهد بهما جميعاً إلى همتك ونشاطك. وسنتذرع في هذه الأثناء (بناء على توصيتك) بالصبر الجميل، داعين الله أن يعينك على أن تدفع المشروع كله إلى الأمام. ولا تخش قط أن سوف تعوزك الأعمال أو الجزاء مادمنا على قيد الحياة. وداعاً على بركة الله وبركتنا- جيوليو"(٥٨).
وكان المشروع يتضمن إنشاء ستة قبور: واحد لكل من لورندسو الأعظم، وأخيه جيوليانو الذي اغتيل، وليو العاشر، وكلمنت السابع، وجوليانو الأصغر الذي كان "أطيب من أن يستطيع حكم دولة"(والمتوفى عام ١٥١٦)، ولورندسو الأصغر دوق أربينو (المتوفى عام ١٥١٩). ولم يتم من هذه إلا قبرا الأخيرين، ولكنهما مع ذلك أرقى ما وصل إليه التصوير في ذلك العهد. ويظهر القبران شكل من يحتويان من الموتى كما كانا في عنفوان الشباب، ولم يحاول المثال إظهار شكلهما الصحيح أو ملاحمها الحقيقية: فقد أظهر جيوليانو في ثياب قائد روماني، ولورندسو في صورة الرجل المفكر il Penseroso. ولما أن لاحظ ملاحظ غير حذر هذا البعد عن الواقعية، رد عليه ميكل أنجيلو بألفاظ كشفت عن ثقته السامية الأكيدة بخلوده الفني فقال:"منذا الذي يعني بعد ألفي عام هل هذه ملامحهم وليست هي؟ "(٥٩). ويتكئ على تابوت جيوليانو شخصان عاريان: عن اليمين رجل يفترض فيه أنه يرمز إلى النهار، وعن اليسار امرأة يفترض أنها ترمز إلى الليل. ومثلهما صورتا شخصين متكئين على قبر لورندسو