في ١٧٧٠، وأنجب خمسة أبناء، أنشأوا فيما بعد فروعاً لشركة روتشيلد في فيينا ونابلي وباريس ولندن. واكتسب ماير سمعة الحكم السديد والنزاهة والجدارة بالثقة. فلما أن خلف فلهلم أمير هاناو إياه حاكماً على هسي كاسل، ازداد تعامل ماير أمشيل مع القصر، فما وافى عام ١٧٩٠ حتى بلغ دخله السنوي ثلاثة آلاف جولدن-وهو ما يعادل دخل أبي جوته الثري ستمائة مرة (٣٦). ونمت ثروة الأسرة نمواً سريعاً خلال حروب الثوة الفرنسية، وشغل ماير بتموين الجيوش، وعهد إليه بإخفاء أموال الأمراء وأحياناً باستثمارها.
وواصل اليهود في الأراضي الواطئة واسكندناوة تمتعهم بحرية نسبية. وازدهرت جماعة أمستردام اليهودية. ولم تعرف الأحياء المقصورة على اليهود في الدنمرك، فقد تنقل اليهود بحرية وسمح بالزيجات المختلطة. وفي ألتونا، المدينة التجارية الواقعة وراء نهر ألب من همبورج، والتي كانت آنئذ ملكاً للدنمرك، عاشت جالية من أغلى الجاليات اليهودية في أوربا. وفي السويد يسط جوستاف الثالث حمايته على اليهود في ممارستهم السلمية لشعائرهم.
ووجد كثيرين من اليهود الهاربين من الاضطهاد في بولندة وبوهيميا الملجأ في إنجلترة. وزاد عددهم من ٦. ٠٠٠ في ١٧٣٤ إلى ٢٦. ٠٠٠ في ١٨٠٠، وكان نصيب لندن منهم ٢٠. ٠٠٠. وكانوا يعيشون في فقر مدقع، ولكنهم رعوا فقراءهم وتكفلوا بنفقات مستشفياتهم (٣٧). وكان تعقب اليهود ومطاردتهم رياضة محببة للناس، اضمحلت حين تعلم اليهود الملاكمة وغدا أحدهم بطل الملاكمة القومي (٣٨). وقد أقصى شرط حلف يمين الولاء للمسيحية اليهود عن الوظائف المدنية والحربية. وأصبح سامسون جدعون أحد محافظي بنك إنجلترة بعد أن قبل الدخول في المسيحية. وفي ١٧٤٥، حين كان الشاب المطالب بالعرش يزحف على لندن بجيش اسكتلندي أخذ على نفسه العهد بخلع جورج الثاني ورد آل ستيوارت إلى العرش، فأصاب الذعر جماهير الشعب بعد أن فقدوا الثقة في أمن الحكومة وسلامها وهددوا بالتزاحم على المصرف لاسترداد ودائعهم، في هذا الظرف قاد