وقد استمتع بها نابليون الأول ونابليون الثالث، وسلمت إلى اللفور في ١٨٧٠ وتقدر الآن بخمسين ألفاً من الجنيهات (٤١).
في هذا العهد الذي علق مثل هذه الأهمية على القيم اللمسية، كان النحت يقدر بقدره الكلاسيكي تقريباً، فالشكل لبه، وكانت فرنسا تعلم أن الشكل، لا اللون، هو روح الفن. وهنا أيضاً فاقت النساء الآلهة، لا في عيوب الواقع الطبيعية، بل في المثالي من الأشكال والثياب التي استطاع النحاتون المرهفوا الحس أن يؤلفوا بينها ويصوروها. ولم يزين النحت القصور والكنائس فحسب، بل الحدائق والمتنزهات العامة. وكانت التماثيل التي أقيمت مثلاً في حدائق التويلري من أحب التماثيل إلى الناس في باريس، وقلدت بوردو، وناسي، ورين، ورامس، باريس في التراكوتا (الطين النضيج) والرخام والبرونز.
وأخرج حيوم كوستو الثاني الآن أروع إنتاجه (وكان يصغر العهد بسنة واحدة فق) ففي ١٧٦٤ عهد إليه فردريك الثاني بنحت تماثيل لفينوس ومارس إله الحرب، وفي ١٧٦٩ أرسلها كوستو إلى بوتسدام لقصر صانسوسي. كذلك بدأ في ١٧٦٩ تحت المقبرة الفخمة المشيدة للدوفين والدوفينة (والدي لويس السادس عشر) كاتدرائية صانس، وعكف على هذا العمل بهمة إلى أن مات (١٧٧٧). ورأى في أخريات عمره أربعة نحاتين من ألمع من عرفتهم فرنسا إلى يومنا هذا، وهم بيجال وفلاكونيه، وكافييري، وباجو.
أما بيجال فقد قصد روما على نفقته، يعينه على ذلك كوستو، بعد أن أخفق في نيل "الجائزة الكبرى" التي تُدفع لنائلها مصروفات تعلمه الفن في روما، فلما عاد إلى باريس شق طريقه إلى أكاديمية النون الجميلة برائعته المسماة "عطارد يثبت خفية"، هذه الرائعة التي صاح الفنان للعجوز جان-باتست لموان حين رآها "وددت لو كنت راسمها" كذلك أعجب بها لويس الخامس عشر، وأرسلها إلى حليفه فردريك الثاني ١٧٤٩. وقد وجدت سبيلها بطريقة ما عوداً إلى اللوفر، حيث نستطيع أن نتأمل المهارة الفائقة