وعندما غادر (مانفرد) للقاءاته الأخيرة حزن رئيس الدير وتفجع:
هذا لا بد أنه كان مخلوقا نبيلا، إن لديه
كل الطاقة التي تخلق عناصر رائعة،
وقد تم مزجها بحكمة!
وكما لو كان يتحدى العالم معترفا بما كان موضع شك، أرسل بايرون عمله (مانفرد) إلى إنجلترا فنشره الناشر مري Murray في ١٦ يونيو سنة ١٨١٧، وبعد النشر بأسبوع ظهر عرض في صحيفة لندنية منهيا كل تعاطف مع بايرون انه:"تناول شخصه (أي شخص) بايرون وأطلق عليه اسم مانفرد. إنه يقصد نفسه .. إن (مانفرد) قد طرد نفسه من المجتمع فكيف نتعاطف مع منعزل مطرود؟! إنه ببساطة قد ارتكب أشد أنواع الجرائم المقززة. لقد غشي محارمه ".
وفي ١٧ أبريل ١٨١٧ غادر بايرون مدينة فينيسيا ليقضي شهرا مع هوبهوس في روما. وعاقته قدمه (المصابة) عن القيام بجولة في متاحف روما لكنه رأى البقايا الهائلة لروما الكلاسيكية وزار بومبي Pompeii " لقد وقفت كبقايا وسط بقايا" هكذا قال شيلد هارولد. وفي ٢٨ مايو عاد إلى فينيسيا (البندقية) وفي ديسمبر نجح بعد محاولات كثيرة في بيع مبنى دير نيوستيد Newstead والأراضي المحيطة به بمبلغ ٩٤،٥٠٠ جنيه إسترليني وفوض مسئول أموره المالية في لندن دوجلاس كنيرد Douglas Kinnaird لدفع كل ديونه وأن يرسل له ٣،٣٠٠ جنيه إسترليني سنويا عن أرباح المبلغ المتبقي، وبالإضافة إلى هذا فقد أصبح الآن يقبل الحصول على أموال مقابل نشر أشعاره.
وامتلأ بالحيوية فاشترى قصرا فخما Palazzo Mocenigo على القنال الكبير (جراند كانال Grand Canal) وحشدها بأربعة عشر خادما وقردين وكلب حراسة ضخم وخليلة جديدة هي مارجاريتا كوجني وهي زوجة معتزة بنفسها لأحد المسئولين المحليين. ولم يكن ليكتفي بامرأة واحدة فقد تباهى بعلاقاته الجنسية بمائتي امرأة على التوالي في فينيسيا (البندقية) وفي ٢٠ يناير سنة ١٨١٧ أخبر كنيرد أنه في الأمسيات أخرج أحيانا، وأنخرط دوما في علاقات جنسية وفي ٩ مايو ١٨١٨ كتب لمسئوله المالي إن لدي عالماً من العاهرات وفي منتصف الصيف تردت أحواله