ولكن قرارهُ بتجاهل عروضها، وتوسيع دائرة الرقابة واحتقاره للمكفرين السياسيين، وفكرته عن المرأة التي مؤداها أنها مجرد أداة للإنجاب، ووسيلة للذة، وأنه لا يُوثق في فكرها، كان بمثابة لدغة لها دفعتها للرد عليه. وعندما أطلق على ضيوفها اسم الأيديولوجيين ideologues أطلقت عليه بدورها عدو الفكر / أيدو فوب ideophobe، ولأن غضبها منه (من نابليون) كان يزداد، فقد وصفته بأنه: "روبيسبير Robespierre فوق صهوة جواد أو هذا البورجوازي الذي اعتلى العرش".
وفي السابع من مايو سنة ١٨٠٠ انتقلت بزوجها وبطانة صغيرة من المخلصين إلى كوبت Coppet في فترة الصيف. وكان نابليون قد غادر باريس في اليوم السابق ليعبر جبال الألب ويواجه النمساويين في مارينجو Marengo، واعترفت جيرمين (مدام دي ستيل) في وقت لاحق: "لم أستطع أن أمنع نفسي من تمنّي أن تحيق الهزيمة بنابليون إذ بدت هزيمته هي الطريق الوحيدة لوقف الطغيان". وفي خريف هذا العام عادت إلى باريس بعد أن ضَجِرت من الإقامة في كوبت ومونت بلانك Mont Blanc، فقد كانت لا تستطيع العيش دون مناقشات "ولم تكن المناقشات مزدهرة في أيِّ مكان ازدهارها في باريس".
وسرعان ما جمعت في صالونها جماعة من العباقرة والنوابغ راحوا يتحاورون في موضوعهم الأثير وهو دكتاتورية نابليون. واشتكى نابليون من هذا الوضع قائلاً: لقد حملت كنانتها المليئة بالسهام. إن الجماعة المتحلّقة حولها تتظاهر بأنها (مدام دي ستيل) لا تتحدث في السياسة ولا تتحدث عنِّي لكن كيف - إذن - أفسرّ أنَّ كلَّ من رآها، قلَّ حُبّ لي؟ وقال بعد ذلك في سانت هيلينا St. Helena:
" إن بيتها أصبح حقاً ترسانة توجِّهُ أسلحتها ضدي. لقد كان الناس يذهبون إلى هذا البيت ليكونوا فرساناً زائفين في حرب صليبية تشنها ضدي". بل أنه ذهب إلى حد القول:"إن تلك المرأة علَّمت الناس أن يفكروا فيما لم يتعوَّدوا التفكير فيه قبل ذلك، وما كانوا قد نسوا كيفية التفكير فيه".