للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يونيفرسال Le Moniteur universel على الدفاع عن سياسة نابليون، وكان في بعض الأحيان يكتب لها المقالات بل وحتى مستخلصات الكتب، لكنه لم يكن يوّقع هذه المقالات، لكن أسلوبها الدكتاتوري authoritative كان يُفشي بسرّ كاتبها. وقد سمِّي المفكرون الظرفاء هذه الصحيفة الحكومية باسم ساخر محرّف يعني الصحيفة الكذّابة مونتير يونيفرسال.

"إنني أريد منك أن تكتب لمحرِّري (جورنال دي ديبات le Journal des debats) وبيليسيزت Le Publiciste وجازيت دي فرانس La Gazette France فهي الأكثر انتشاراً، كما أعتقد .. أمراً تُعلن لهم فيه .. أن عصر الثورة قد انتهى وأنه ليس في فرنسا الآن إلاّ حزب واحد، وأنني لن أتسامح مُطلقاً مع الصحف التي تكتب - أو تفعل - أيَّ شيء ضِدَّ مصالحي، فإن نشرت هذه الصحف مقالات قليلة تحوي قدراً من السم مهما كان قليلاً، فإنها ستجد ذات صباح جميل من يُغلق أفواه كتَّابها".

وفي ٥ أبريل سنة ١٨٠٠ امتدت الرقابة لتشمل الدراما. وكانت حجة الحكومة في إجرائها هذا أنَّ الآراء التي يتم التعبير عنها على مستوى الأفراد وبشكل خاص قد لا تُحدث إلاّ أضراراً قليلة، لكن هذه الآراء نفسها إذا ما تم وضعها على لسان شخصية تاريخية شهيرة فإنها ستُحدث تأثيراً انفجارياً مُضاعفاً عند عَرْضها على المسرح بسبب بلاغةِ ممثلٍ محبوب جماهيرياً وقوة أدائه، إنها - أي هذه الأفكار - في هذه الحال ستُثير المشاعر بشكل مُضاعف بين جمهور المشاهدين. وقد استثنت الرقابةُ من ذلك نقد المَلَكِيَّة، وامتداح الديمقراطية. وقد تمَّ استبعاد مسرحية موت قيصر La Mort de Cesar من المسارح بسبب تَصْفيق جماهير النظَّارة لخطب بروتس Brutus ضد الدكتاتورّية. وأخيراً أحكمت الدولةُ السيطرةَ. على كلِّ المطبوعات.

"انه لمن المهم جداً ألاَّ يُسمح بالنشر إلاَّ لمن تثق بهم الحكومة. فمن يُخاطب الجماهير من خلال مطبوعات هو كمن يتحدث إليهم في اجتماع عام، في مقدوره أن يعرض موادَّ مثيرة ولا بد من مراقبته"