لأماليا فون لفتزوف التي عرفها جوته في كارلسباد. والتقى في أغسطس ١٨٢١ بأولريكه في مارينباد، وقد قالت فيما بعد مسترجعة ذكرى هذا اللقاء:"لما كنت قد أقمت سنوات في مدرسة داخلية فرنسية بستراسبورج، وكانت لا أتجاوز السابعة عشرة، فإنني لم أسمع قط بجوته، ولا خطر لي أنه رجل مشهور وشاعر فحل. وعلى ذلك لم أشعر قط بالخجل من السيد العجوز الودود … وفي غد ذلك اليوم ذاته طلب إليَّ أن أتمشى معه … وكان يصحبني معه في نزهته كل صباح تقريباً. "(٣٠) وعاد إلى مارينباد في ١٨٢٢، و "طوال ذلك الصيف أبدى لي جوته غاية الود". وبعد عام التقيا في كارلسباد، وسرعان ما أثار القيل والقال في منتجع المياه المعدنية. وكان الشاعر الآن قد قرر أن حبه أكثر من الحب الأبوي. وألح الدوق كارل أوجست على أولريكة في أن تتزوج جوته، ووعدها إن فعلت بأن يمنع أسرتها في فايمار بيتاً جميلاً، وأن تحصل بعد موت الشاعر على معاش قدره عشرة آلاف طالر في العام (٣١). وفضت الأم وابنتها. وقفل جوته محزوناً إلى فايمار، وأغرق خيبة أمله في المداد. وعمرت أولريكه حتى أوفت على الخامسة والتسعين.
في ذلك العام، عام ١٨٢١ الذي قاد جوته لأولريكه، جاءه في فايمار كارل تسلتر-مدير الموسيقى في يينا-بتلميذ في الثانية عشرة يدعى فيلكس مندلسون. وكان تسلتر قد فتح روح جوته على عالم الموسيقى، بل أنه علمه التأليف الموسيقي. وأذهلت براعة عازف البيان الصغير الشاعر العجوز وأبهجته، فأصر أن يمكث معه أياماً. وقد كتب فيلكس في ٦ نوفمبر يقول: في كل صباح يقبلني مؤلف "فاوست" و"فرتر". وفي العصر أعزف له قرابة ساعتين، وبعض العزف فوجات من باخ، وبعضه من ارتجالي. وفي ٨ نوفمبر أقام جوته حفل استقبال ليقدم فيلكس إلى مجتمع فايمار الراقي. وفي ١٠ نوفمبر كتب فيلكس:"في كل عصر يفتح البيان ويقول: لم أسمعك قط اليوم. تعال واسمعني شيئاً من الضوضاء. ثم يجلس إلى جواري ويصغي. لا تتصور كم هو عطوف ودود. "فلما أراد تسلرت أن يرجع فيلكس إلى يينا، أقنعه جوته بأن يترك تلميذه أياماً أخرى. وكتب الصبي