ألا يجدر بنا أن نتقاطر من كل حدب وصوب لنقوم بإزالة هذه اللعنة الشائعة التي حاقت بالبشرية؟ " (٣٩)، وأقام أرازموس الحجة مع هوتن ليلطف من أسلوبه وحذره ودياً بأنه في خطر وعرضة للقبض عليه. واختبأ هوتن نفسه في قلاع سيكينجن واحدة إثر أخرى ولكنه استمر في حملته. ونصح الأمير المختار فردريك باستيلاء السلطة الزمنية على كل ثروة الأديرة، وأوضح الوجوه السامية التي يمكن لألمانيا أن تنفق فيها الأموال التي ترسل سنوياً إلى روما (٤٠).
ولكن مركز الحرب ظل في فيتنبرج الصغيرة. وفي ربيع عام ١٥٢٠ نشر لوثر موجزاً به ملاحظات عنيفة استشهد بها أحدث المزاعم التي لا تلين والتي يرددها علماء اللاهوت المحافظون عن سيادة البابوات وسلطانهم. وقابل لوثر التطرف بالتطرف: إذا كانت روما تؤمن وتعلم بمعرفة البابوات والكرادلة (التي أرجو ألا تكون تلك هي الحالة) فإني أعلن بحرية في هذه الكتابات بأن المناهض للمسيحية الحقيقي يجلس في معبد الرب ويحكم في روما - بابل هذه المصبوغة بلون الارجوان - وأن مجلس تلك العشيرة الرومانية هو هيكل الشيطان … وإذا استمر هياج أنصار روما على هذا النحو فلن يكون أمامنا من علاج سوى أن يتولى الأباطرة والملوك والأمراء، تحيط بهم القوة والأسلحة، مهاجمة هذه الأوبئة في العالم وحسم الأمر بالسيف لا بالكلمات … وإذا كنا نقضي على اللصوص بالمشانق ونضرب أعناق الناهبين بالسيوف ونلقي بالهراطقة في النار فلماذا لا نهاجم أيضاً بالأسلحة أساتذة الدمار هؤلاء، أعني هؤلاء الكرادلة وهؤلاء البابوات وكل هذه البالوعة من سدوم الرومانية التي أفسدت كنيسة الرب بلا حدود، ونغسل أيدينا في دمائهم؟ " (٤١).
وأصدر كارلشتادت فيما بعد في العام نفسه "كتيباً" De Canonicis Scripturis Libelus جعل فيه الكتاب المقدس يعلو على البابوات والمجالس