منعت - إلى حد كبير - المنتجات الأيرلندية - باستثناء المنتجات المصنوعة من الكتان - من منافسة المنتجات البريطانية في أسواق الإمبراطورية (١٢). وقد كتب شيلي بعد أن رأى أحوال عمال المصانع في دبلن سنة ١٨١٢: "لم أر بؤسا بشريا أعمق من ذلك حتى الآن (١٣)) وكنان الأيرلنديون الكاثوليك يدفعون الأعشار مثل كل السكان لدعم الكنيسة البروتستنطية في أيرلندا، لكنهم بالإضافة لهذا استمروا من خلال الإسهامات التطوعية يدعمون رجال الدين الكاثوليك الذين كانوا قد جردوا من ثرواتهم. وكان من الطبيعي أن تمول كنيسة روما حركة الأيرلنديين الساعية للاستقلال، وبالتالي فقد اكتسبت حب الأيرلنديين الكاثوليك وولاءهم. ونجد هنا أن الثورة الاجتماعية كانت عادة دينية محافظة وكان الليبراليون من أمثال توماس مور Moore رغم صداقتهم للشكوكيين من أمثال لورد بايرون لم يبتعدوا علنا عن الكاثوليكية الأصولية (التقليدية).
وقد كان الثائر الذي قاد الثورة ضد استغلال أيرلندا في النصف الثاني من القرن الثامن عشر بروتستنطيا هو هنري جراتان H . Gratan (١٧٤٦ - ١٨٢٠) وكان تابعا لمدرسة (منهج) أيرلنديين آخرين هما بورك Burke وشريدان Sheridan . وكان يؤمن بسلطان العقل وكان يعبر عن آرائه ببلاغة وبهذا السلاح أحرز بعض الانتصارات التي وإن كانت محدودة إلا أنها كانت ذات مغزى: سحب قانون الاختبار Test Act إذ كان يتطلب الخضوع لكنيسة إنجلترا كشرط أساسي لعضوية البرلمان، وإزاحة أكثر القيود صرامة من أمام التجارة الأيرلندية، والاعتراف بأن ملك إنجلترا وحده بموافقة برلمان، أيرلندا، هو صاحب الحق في إصدار التشريعات لأيرلندا، بمعنى أن التشريعات الصادرة عن البرلمان الأيرلندي لا تحتاج لموافقة برلمان بريطانيا العظمى. وعلى أية حال فإن جراتان قد فشل في دعوته إعطاء الحق لكاثوليك أيرلندا في دخول البرلمان الأيرلندي، فظلت أيرلندا بلدا كاثوليكيا تحكمه حكومة بروتستنطية.
وتبنى ثيوبالد ولف تون Tone (١٧٦٣ - ١٧٩٨) القضية. لقد تخرج - مثل جراتان - في كلية التثليث في دبلن واتجه إلى لندن لدراسة القانون، وعندما عاد شارك في تنظيم جمعية الأيرلنديين المتحدين Society of United Irishmen (١٧٩١) التي كان هدفها