الكانتونات (الولايات السويسرية) وضمت جنيف وقضت على حكم الأوليجاركات، وأقامت - بعون متحمس من الثوريين السويسريين - الجمهورية السويسرية (الهلفتية Helvetic) تحت الحماية الفرنسية (١٧٩٨).
وانقسمت الحكومة السويسرية الجديدة إلى يعاقبة (وطنيين) ومعتدلين، وفيدراليين. وقد تعاركوا وحبك كل منهم انقلابا، ولما خشوا مغبة الفوضى والحرب الداخلية طلبوا من نابليون (كان في منصب القنصل الأول في هذا الحين) أن يعطيهم دستورا جديدا. وفي سنة ١٨٠١ أرسل لهم دستورا Constitution of Malmaison كان رغم ما به من قصور أفضل دستور كانت تأمل فيه سويسرا رغم أنه - أي هذا الدستور - احتفظ بسويسرا تحت الوصاية الفرنسية. وبعد مزيد من المعارك الداخلية أطاح الفيدراليون بالحكومة الجمهورية ونظموا جيشا جديدا واقترحوا تجديد حكم الأوليجاركية (حكم الأقلية) فتدخل نابليون وأرسل جيشا من ثلاثين ألف مقاتل لإعادة السيطرة الفرنسية على سويسرا.
وطلبت الفرق المتنازعة من نابليون مرة أخرى أن يتوسط بينها. فصاغ مرسوم الوساطة الذي قبلته كل الفرق الكبيرة المتنازعة. لقد أنهى هذا المرسوم الجمهورية السويسرية (الهيلفتية) وأقام الفيدرالية السويسرية التي تشبه في خطوطها الأساسية ما عليه سويسرا الآن فيما عدا التزام سويسرا بالاستمرار في تقديم عدد من بنيها كل سنة للجيش الفرنسي. ورغم هذا العبء فقد كان مرسوم الوساطة هذا دستورا جيدا وأطلقت الكانتونات السويسرية على نابليون (معيد الحرية).
وعلى أية حال فقد كانت سويسرا رغم بهاء مناظرها تعتبر مجالاً ضيقا ليس به إلا مرح صغير وعدد قليل من القراء والمستمعين مما لا يرضي طموح المؤلفين والفنانين والعلماء الذين راحوا يبحثون عن بلاد أوسع ذوات ميدان أرحب وفرص أكبر. فذهب جوهان فوسلى Fussli إلى إنجلترا ليرسم، وذهب أوجستين دي كاندول de Candolle (١٧٧٨ - ١٨١٤) إلى فرنسا وقدم هناك وصفا للنباتات وتصنيفا لها. أما جوهان بستالوزى Pestalozzi (١٧٤٦ - ١٨٢٧) فبقي في سويسرا ولفت انتباه أوربا بتجاربه في حقل التعليم. وفي سنة ١٨٠٥ أسس في فيردون Yverdun مدرسة داخلية أدارها على وفق مبدأ