أنه - على الأقل بالنسبة إلى الناشئة - لا يكون للأفكار معنى إلا إذا ارتبطت بأشياء حسية، وأن تعليم الأطفال يكون أفضل أي ذا ثمار أحسن إن كان من خلال أنشطة جماعية. وقد جذبت المدرسة انتباه المدرسين فقدموا إليها من اثنتي عشرة دولة وأثرت في التعليم في المرحلة الابتدائية في أوربا والولايات المتحدة. ووضعها فيشته في خطته لإعادة تربية الشباب وتعليمهم.
وقضى جوهان فون ميلر اثنين وعشرين عاما (١٧٨٦ - ١٨٠٨) في تأليف كتابه متعدد الأجزاء (تاريخ الاتحاد الكونفدرالي السويسري Geschichten Schweitzerischer Eidgenossenschaft ولم يتابع السرد التاريخي إلا إلى سنة ١٤٨٩ ولكنه ظل كلاسيكيا في جوهره وأسلوبه. ولأنه كتاب ممتاز فقد أضفى على مؤلفه لقب تاسيتوس السويسري Swiss Tacitus وقد كان لوصفه الكانتونات السويسرية في العصور الوسطى بشكل يجعلها مثالية، بالإضافة إلى الانتصارات العسكرية أثر كبير في رفع الروح المعنوية للسويسريين. وقد استوحى شيلر Schiller من قصته ذات الطابع الأسطوري (وليم تل) الخطوط العريضة لمسرحيته الشهيرة.
وفي سنة ١٨١٠ وكان قد بلغ الثامنة والخمسين بدأ ميلر كتابة تاريخ عام (Vier und Zwanzig Bucher allgemeiner Geschichten) . وانجذب إلى ألمانيا بسبب قرائه فعمل في خدمة الناخب (الأمير) الكاثوليكي في مينز (Mainz) وانتقل إلى العمل في خدمة المستشار الإمبراطوري في النمسا وانتهى به الأمر مديراً للتعليم في وستفاليا التي كان يحكمها وقتئذ جيروم بونابرت. وعندما مات كتبت مدام دي ستيل de Stael عنه: لا نستطيع أن ندرك كيف يمكن لرأس رجل واحد أن يحوي مثل هذا الكم الهائل من الحقائق والتواريخ dates .. إننا إذ نفتقده نبدو وكأننا افتقدنا أكثر من واحد.
ولا يليه في فن كتابة التاريخ سوى جان - تشارلز - ليونارد دي سيسموندي de Sismondi (١٧٧٣ - ١٨٤٢) الذي كان أحد مرافقي (وعشاق) المدام. ولد في جنيف وهرب إلى إنجلترا تخلصا من العنف الثوري ومنها إلى إيطاليا، ثم عاد إلى جنيف بعد استتباب الأمر فيها، وقابل جرمين Germaine في سنة ١٨٠٣ وصحبها إلى إيطاليا وراح في