وقت لاحق يتردد على صالونها بالقرب من كوبت Coppet. وفي هذه الأثناء راح يكتب بشكل مدهش ومتواصل وأسهمت مجلدات كتابه تاريخ الجمهوريات الإيطالية في العصور الوسطى Histoire des republiques italiennes au Moyen age (١٨٠٩ - ١٨١٨) البالغة ستة عشر مجلدا في إلهام مانزوني Manzoni ومازيني Mazzini وكافور Cavour وغيرهم من زعماء توحيد إيطاليا. وظل طوال ثلاث وعشرين سنة (١٨٢١ - ١٨٤٤) يعمل في تأليف كتابه ذي الواحد والثلاثين مجلدا (تاريخ الفرنسيين الذي ظل لفترة ينافس كتابات ميشيل Michelet فيما ناله من تقريظ.
وزار إنجلترا مرة أخرى في سنة ١٨١٨ وتأثر كثيراً بقوة اقتصادها حتى إنه كتب ونشر في سنة ١٨١٩ كتابا جديرا بالملاحظة ذا طابع تنبئي (مبادئ جديدة للاقتصادي السياسي Nouveaux Principes d'economie politique) . لقد ساق الأدلة على أن القضية الأساسية في الكساد الاقتصادي في إنجلترا كانت في فتور القوى الشرائية العامة مع زيادة الإنتاج زيادة سريعة نتيجة المخترعات (الحديثة)، ودلل على أن هذا الفتور في القوى الشرائية يرجع في الأساس إلى نقص الأجور، وقد تتكرر أزمات مشابهة بسبب قلة الاستهلاك طالما بقي النظام الاقتصادي دون تغيير.
وكانت اقتراحات سيسموندي راديكالية بشكل يثير المخاوف. فرفاهية السكان لابد أن تكون هي الهدف الرئيسي للحكومة. ولابد من إلغاء القوانين المناهضة لاتحادات العمال. ولابد من تأمين العمال ضد البطالة، وحمايتهم من الاستغلال. ولا يجب التضحية بمصالح الأمة أو الإنسان لصالح الجشع … إذ يجب حماية الأثرياء من جشعهم ورغم هذه الماركسية التي سبقت الماركسية، فقد رفض سيسموندي الاشتراكية (التي كانت تسمي وقتئذ بالشيوعية) لأنها قد تضع السلطة السياسية الهيمنة الاقتصادية في منال الأيدي نفسها، وقد تضحي بالحرية الفردية لصالح هيمنة الدولة فيصبح سلطانها مطلقا.