وكل حادث علامة على رضا الله أو غضبه، أو من عمل الشيطان. ويمكن التنبؤ بالأحداث من شكل الرأس أو خطوط الكف. وتختلف الصحة والقوة والقدرة الجنسية باختلاف منازل القمر، أهو بدر أم في المحاق. وقد يسبب ضوء القمر الجنون أو يشفي الثؤلول. وتنذر المذنبات بالكوارث. إن العالم (في الكثير الغالب) يسير إلى النهاية (١).
وكان التنجيم لا يزال سائداً. على الرغم من تزايد استنكاره ونبذه لدى من يعرفون القراءة والكتابة. وفي ١٥٧٢ انقطع تدريسه في جامعة بولونا. وفي ١٥٨٢ استنكرته وشجعته محاكم التفتيش الأسبانية. وفي ١٥٨٦ حذر البابا سكستس الخامس الكاثوليك منه. ولكنه ظل بين الإبقاء والإلغاء في جامعة سالامنكا حتى ١٧٧٠. وكانت الغالبية العظمى من الناس، وكثير من أفراد الطبقات العليا، يستنبئون البروج عن المستقبل من مواقع النجوم، وكانوا يكشفون عن "طالع" أي طفل مهما كان شأنه بمجرد ولادته، وقد اختبأ أحد المنجمين بالقرب من مخدع آن النمساوية عند ولادة لويس الرابع عشر (٢). وعندما ولد جوستاف أدولف طلب أبوه شارل التاسع إلى تيكوبراهي أن يكشف عن طالعه، فتنبأ المنجم في حرص وحذر بأنه سوف يصبح ملكاً. وكان كبلر ينظر إلى التنجيم بعين الريبة والشك، ولكنه مكان يداهن فيقول:"كما أن الطبيعة هيأت لكل حيوان من الوسائل ما يحصل به على العيش، فقد هيأت التنجيم للمنجم لتمكنه من العيش". وفي ١٦٠٩ أجزل فالنشتين العطاء لمن أتاه بطالع سعيد، وكان دائما يصطحب معه في رحلاته وجولاته منجماً (٤)، وربما قصد بذلك تشجيع قواته. وكم من مرة استثارت كاترين دي مديتشي وحاشيتها المنجمين (٥). وحظي جون دي بشهرة فائقة في التنجيم، حتى اكتشف أن النجوم تآمره أن يتبادل الزوجات مع أحد تلاميذه (٦).
وكان التصديق بأفانين السحر آخذة في التقلص، باستثناء واحد مخز حقير