الإدارة والقنصلية والإمبراطورية" " Directoire، Consulat et Empire" وهو الكتاب الذي رجعنا إليه في هذا الموضع عدة مرات، فمنه على سبيل المثال علمنا أنه على طول فترة الحقبة الثورية كانت مبيعات كتب فولتير وروسو بمئات الألوف من النسخ. وقد أصدر المؤتمر الوطني مرسوما (١٩ يوليو ١٧٩٣) لضمان الملكية الفكرية للمؤلف في مطبوعاته حتى بعد وفاته بعشر سنوات.
وأشهر شاعرين في العقد الثوري بدأا متفردين في طريقة التعبير والأسلوب، وانتهت حياتهما بنصل المقصلة نفسها. لقد ألف فيليب فرانسوا فابر Philippe-Francois Fabre d'Eglantine أشعارا جميلة ومسر حيات ناجحة، وأصبح رئيسا لنادي الكوردليير Cordeliers Club (تجمع سياسي يساري سبقت الإشارة إليه) وسكرتيرا لدانتون Danton وعضوا في المؤتمر الوطني وفيه صوت لصالح طرد الجيرونديين وإعدام الملك وعين في اللجنة المنوط بها وضع تقويم جديد (التقويم الجمهوري بدلا من التقويم الميلادي). وابتدع كثيرا من أسماء شهوره الفصلية، تلك الأسماء المتسمة بجمال التعبير وحسن التصوير، وفي ١٢ يناير سنة ١٧٩٤ قبض عليه بتهمة الفساد والتزوير والتعامل مع الوكلاء الأجانب والتربح والاستغلال، وفي أثناء محاكمته غنى قصيدته القصصية الجذابة:
"الدنيا تمطر Il pleut
الدنيا تمطر Il pleut
هيا أيها الراعي bergere
اجمع غنمك البيضاء rentre tes blancs moutons "
لكن القضاة لم تكن لهم آذان لسماع هذه الأغنية الرعوية (المعنى: لم تجده قصائده شيئا) وفي طريقة إلى المقصلة (٥ أبريل ١٧٩٤) راح يوزع نسخاً من أشعاره على الناس.
أما أندريه ماري دى شينييه Chenier فكان أفضل شعرا وأفضل أخلاقا، لكنه لم يكن أفضل مصيرا. ولد في القسطنطينية سنة ١٧٦٢ من أب فرنسي وأم يونانية وقد قسم حبه الأدبي بين الشعر الإغريقي والفلسفة الفرنسية. تلقى تعليمه في نافار Navarre وأتى إلى باريس في سنة ١٧٨٤، وعقد صداقات مع ديفيد ولافوازيه وقبل الثورة