للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الله (رغم كل شيء). على أنه حين مات (١٧٩٥) غير متجاوز الرابعة والأربعين. طلب ألا تقرع لموته نواقيس (٥٣) وهكذا عاد في النهاية ابناً لفولتير.

ومن النواحي السحرة في خلقه استعداده لفتح أعمدة مجلته لمعارضي آرائه. وكان أعنفهم توماس توريلد، الذي أعلن الحرب على التنوير باعتباره الإعجاب الفج بالفكر السطحي. وقد روع توريلد ستوكهولم وهو في الثانية والعشرين بكتابه "العواطف المشبوبة" الذي قال عنه أنه "يحوي القوة الكاملة لفلسفتي والبهاء كله لخيالي-طليقاً، نشوان، رائعاً". وصرح بأن "حياته بأسرها مكرسة … للكشف عن الطبيعة وإصلاح العالم" (٥٤). والتف حوله نفر من الأدباء المتمردين الذين أججوا نارهم بوقود الحركة الزوبعية وفضلوا كلوبشتوك على جوته، وشكسبير على راسين، وروسو على فولتير. فلما أخفق توريلد في كسب جوستافس لصفه، هاجر إلى إنجلترة (١٧٨٨)، وغذى روحه بجيمس طومس، وإدوارد يونج، وصموئيل رتشردسن، وانضم إلى المتطرفين الذين ناصروا الثورة الفرنسية. وفي ١٧٩٠ قفل إلى السويد ونشر دعوة سياسية حملت الحكومة على نفيه وبعد أن قضى عامين في ألمانيا سمح له بالعودة إلى السويد حيث استكان إلى كرسي في الجامعة.

وقد لمع في سماء الأدب نجوم آخرون، منهم كارل جوستاف آف ليوبولد الذي سر الملك بما اتسم به شعره من شكل كلاسيكي وطابع مهذب؛ ومنهم بنجت ليدنر الذي آثر الرومانس كما آثره توريلد. وقد طرد من جامعة لوند لمغامراته الطائشة (١٧٧٦)، ثم واصل دراساته وانحرافاته في روشتوك، فوضع على ظهر سفينة مبحرة إلى جزر الهند الشرقية، ولكنه هرب منها، وعاد إلى السويد، وأثار انتباه جوستافس بديوان من القصص الخرافية الشعرية؛ وقد عين سكرتيراً للكونت كرويتز في سفارة باريس، وهناك درس النساء أكثر من السياسة، فأرسل إلى وطنه، حيث مات فقيراً