كيلجرين، الأمير غير المتوج لشعراء العصر. ولكن حين أعد بلمان "رسائل فريدمان" للطبع (١٧٩٠) قد كلجرين لهذه الرسائل الشعرية بمقدمة حماسية، وحظي الكتاب بجائزة من الأكاديمية الملكية السويدية. واستمع جوستافس الثالث إلى بلمان في سرور، ولقبه "أناكريون الشمال" ومنحه وظيفة شرقية في الحكومة. على اغتيال الملك (١٧٩٢) ترك الشاعر بغير مورد، فتردى في مهاوي الفقر، وحبس للدين، ثم أفرج عنه بمعونة أصدقائه. وبينما كان مشرفاً على الموت بالسل وهو في الخامسة والخمسين أصر على زيارة حانته الأثيرة لآخر مرة، وراح يغني فيها حتى بح صوته. ولم يلبث أن وافته منيته في ١١ فبراير ١٧٩٥. ويعده البعض "أكثر الشعراء السويديين أصالة" و "بالإجماع أعظم شاع في زمرة الشعراء" الذين شرفوا هذا العهد (٥١).
ولكن الرجل الذي أقر معاصروه بأنه لا يفضله سوى الملك في حياة العصر الفكرية هو يوهان هنريك كليجرين. كان ابناً لقسيس، ولكنه تنكر للعقيدة المسيحية، وسار في ركاب التنوير الفرنسي، ورحب بكل لذائذ الحياة ومتعها بأقل قدر من الندم. وكان أول كتبه "ضحكى"، أغنية طويلة للفرح، بما فيه أفراح العشق؛ وقد أشاد كليجرين بالضحك باعتباره "العلامة الوحيدة الإلهية المميزة للبشرية" وناشده أن يصحبه حتى آخر أيامه (٥٢). وفي ١٧٧٨، وهو في السابعة والعشرين، اشترك مع كارل بيتر لنجرين في تأسيس مجلة "بريد ستوكهولم"، وقد جعل قلمه المرح هذه المجلة الصوت الغالب في الحياة العقلية السويدية على مدى سبعة عشر عاماً؛ وفي صفحاتها بسط التنوير الفرنسي سلطانه كاملاً، وشرف الأسلوب الكلاسيكي باعتباره أسمى معيار للتفوق. وسخرت المجلة من الرومانسية الألمانية، وامتدحت خليلات كلجرين في قصائد أفزعت المحافظين في البقاع النائية. على أن اغتيال مليكه المحبوب انتزع من فلسفة اللذة التي دان بها الشاعر. وفي ١٧٩٥ أفلت منه زمام إحدى علاقاته الغرامية فعمقت حتى أصبحت حباً صادقاً. وبدأ كيلجرين يعترف بحقوق الرومانس، والمثالية، والدين، وعدل من إدانته لشيكسبير وجوته، ورأى أن رأس الحكمة قد يكون مخافة