في الجمال، فقد أقبل الفلاحون وزوجاتهم وأبنائهم من مناطق تبعد عشرين فرسخاً. وبالأمس ديست امرأة تحت نافذتي مباشرة (٧١).
وكان تأثر يوزف بمناشدات البابا البليغة أقل من تأثره بهذا الدليل على سلطان الدين على العقل البشري، ومع ذلك واصل إغلاق الأديرة "حينما كان بيوس في ضيافته (٧٣) ". وحذره البابا تحذير المتنبئ. أنك إن مضيت في مشروعاتك المدمرة للإيمان وقوانين الكنيسة فإن يد الرب ستكون ثقيلة الوطأة عليك، وستعطلك في مسيرتك، وستحفر من تحتك هوة تبتلعك وأنت بعد في عنفوانك، وستضع حداً للملك الذي كان في وسعك أن تجعله ملكاً عظيماً مجيداً (٧٣). وبعد شهر من أسباب التكريم والإخفاق عاد بيوس حزيناً إلى روما. وعقب ذلك عين الإمبراطور رئيساً لأساقفة ميلان رجلاً يدعى فسكونتي غير مقبول من الإدارة البابوية، ورفض البابا أن يصدق على التعيين، وأشرفت الكنيسة والإمبراطورية على القطيعة. ولم يكن يوزف مستعداً لمثل هذه الخطوة العنيفة، فهرول إلى روما (ديسمبر ١٧٨٢) وزاد بيوس وأعلن ولاءه للكنيسة وكسب موافقة البابا على تعيين الدولة للأساقفة-حتى في لمبارديه. وافترق الملك والحبر الأعظم على ود. ونثر يوزف ثلاثين ألف سكودي على جماهير روما، وهتف له القوم بصيحات الشكر "يحيا إمبراطورنا".
فلما عاد إلى فيينا واصل حركته الإصلاحية الدينية القائمة على فرد واحد. وبعد أن تحدى البابا كما تحداه لوثر (الذي يشبهه به الكثير من البروتستنت وهم معترفون بفضلهم)، وبعد أن هاجم الأديرة كما هاجمها هنري الثاني، شرع مثل كلفن في تطهير الكنائس، فأمر بإزالة لوحات النذور ومعظم التماثيل، وبكف المصلين عن لمس الصور وتقبيل الرفاة وتوزيع التمائم … ونظم طول الخدمات الدينية وعددها، والملابس التي تغطي تماثيل العذراء، وطابع الموسيقى الكنسية، وتقرر أن تتلى الابتهالات مستقبلاً بالألمانية لا باللاتينية، وأن تحصل رحلات الحج