بأن يقسم يمين الولاء للدستور المجري الذي يكرس أنظمة المجتمع الاقتصادية. ثم أغضب كل مجري حين أمر بنقل تاج القديس اسطفانوس حامي المجر من بودا إلى فيينا (١٧٨٤). وكان قد أحل الألمانية لا المجرية محل اللاتينية لغة للقانون والتعليم في المجر. وأغضب رجال المال والأعمال المجريين حين عطلت رسومه الجمركية تصدير محاصيلهم إلى النمسا. ثم أنه صدم الكنيسة الكاثوليكية بتدخله في طقوسها التقليدية وبسماحه للجماعات البروتستنتية المجرية بالتكاثر من ٢٧٢ إلى ٧٥٨ في عام واحد (١٧٨٣ - ٨٤). ووقعت المجر في فوضى أصطرعت فيها الطبقات والقوميات واللغات والمذاهب.
وفي ١٧٨٤ قام فلاحو قلاشيا (بين الدانوب والألب الترنسلفانية) بثورة عنيفة ضد سادتهم الإقطاعيين، وأشعلوا النار في ١٨٢ قصراً ريفياً للأشراف وستين قرية، وقتلوا ٤. ٠٠٠ مجري، وأعلنوا أنهم يفعلون هذا كله برضى الإمبراطور. وعطف يوزف على كرههم للظلم الطويل (٧٥)، ولكنه كان يحاول إنهاء الإقطاع سلمياً بالتشريع، وما كان في وسعه أن يسمح للفلاحين بتعجيل الأمور بالتحريق والتقتيل. وعليه فقد أرسل جنوده لقمع الثورة، وأعدم مائة وخمسون من زعماء الثورة، وهدأت الثورة. ولامه النبلاء على الثورة، ولامه الفلاحون على فشلها. وتهيأ المسرح لثورة قومية على الإمبراطور في ١٧٨٧.
وفي نوفمبر١٧٨٠ ذهب يوزف بشخصه ليدرس مشكلات الأراضي الواطئة النمساوية. فزار تامور ومونز وكورتراي وابيير ودنكرك واوستنذ وبروج وغنت وأودنارد وأنتوب ومالين ولوفان بروكسل. وقام برحلة جانبية إلى الأراضي الواطئة المتحدة .. إلى روتردام، ولاهاي ولايدن وهارلم وأمستردام وأوترخت وسبا (حيث تغذى مع الفيلسوف رينال). وقد راعه التناقض بين رخاء هولندا والركود النسبي في الاقتصاد البلجيكي. وعزا هذا إلى نشاط رجال الأعمال الهولنديين وفرصهم، وإلى إقفال نهر الشلت في وجه تجارة المحيط نتيجة لمعاهدة مونستر (١٦٤٨) فعاد إلى