الإقليمي (٥٠). وكان كره وليم لدي ويت يزداد على الأيام. وفي قمة سلطان جان، أفلت الأمير من رقابة أوصيائه الجدد وركب جواده من لاهاي إلى بيرجن أوب-زوم (١٦٦٨)، ثم استقل زورقاً إلى زيلنده، وكانت أكثر الأقاليم ولاء لأجداده. وحياه سكان عاصمته مدلبورج بمظاهرات كبيرة تفيض حباً وإخلاصاً. فتولى دون تردد أو مقاومة رئاسة المجلس الإقليمي لزيلندة. فلما عاد إلى لاهاي أعلن أنه بلغ الآن رشده في عيد ميلاده الثامن عشر (٤ نوفمبر ١٦٦٨)، وأنه من الآن سيستغني عن الأوصياء الذين عينهم له مجلس هولندا، ولكن المجلس رفض سحبهم، فطردهم، ولكنهم بقوا. وترقب وليم فرصته.
وقد واتته حين اكتسحت الجيوش الفرنسية والألمانية الأقاليم الهولندية، واستسلمت الجيوش الهولندية بلداً بعد بلد، وبدا أن لاهاي ذاتها عاجزة عن الدفاع عن نفسها، وعين المجلس التشريعي وليم قائداً عاماً للاتحاد (٢٥ فبراير ١٦٧٢)، مذعناً لمطالب العسكريين، مؤملاً أن تعود إلى الأمة وحدتها ومعنوياتها برد بيت أورنج إلى مكان القيادة. وفي ٢ يوليو انتخب مجلس زيلندة وليم حاكماً لأقاليمهم، ضارباً بالمرسوم الدائم عرض الحائط، وفي ٤ يوليو حذا مجلس هولندا حذوه، وفي ٨ يوليو عين قائداً أعلى لقوات الاتحاد المسلحة في البر والبحر. وقد ظهر معدنه حين عرض ملك فرنسا الصلح نظير تعويض بلغ ستة عشر مليون فلورين، والنزول عن مساحات كبيرة لفرنسا، ومنستر، وكولونيا، وقدم عرض سري بالاعتراف بوليم ملكاً على الباقي. واتجه إليه مجلس هولندا يطلب النصيحة فأجاب، "خير لنا أن نقطع إرباً من أن نقبل هذه الشروط (٥١) ". وحين حضر دوق بكنجهام الثاني من إنجلترا ليحث وليم على الصلح وقال له "ألا ترى أن وطنك قد ضاع؟ " أجاب "إن وطني في خطر عظيم، ولكن هناك سبيل مؤكد لمنعه من الضياع، وهو الموت في آخر خندق (٥٢) ". ومع ذلك ففي حكمة تستغرب من فتى في الثانية والعشرين، أشار بالمفاوضات الصابرة المجاملة مع الإنجليز، ولعله رأى آنئذ أن في التعاون