ثلاثون "لولاردا من كيل" للمثول أمام أسقف جلاسجو بتهمة رفض الاعتقاد في المخلفات والصور الدينية والاعتراف السري أمام قسيس، ورسامة القساوسة وسلطانهم والتجسد والمطهر، وصكوك الغفران والقداسات من أجل الموتى ورهبانية رجال الدين والسلطة البابوبة (١٣). وبذلك نجد أنفسنا أمام تلخيص يكاد يكون كاملاً لمبادئ الإصلاح الديني قبل نشر رسائل لوثر بثلاثة وعشرين عاماً. ومن الواضح أن المتهمين تراجعوا عما قالوا به.
وسرعان ما دخلت رسائل لوثر إلى إسكوتلندة بعد عام ١٥٢٣، وانتشرت ترجمة للعهد الجديد باللغة الإسكوتلندية من إعداد ويكليف في مخطوطة، وارتفع نداء يطالب بمسيحية تعتمد على الكتاب المقدس وحده دون سواه.
وذهب باتريك هاميلتون إلى باريس ولوفان، ودرس تعاليم أرازموس والفلسفة اليونانية ومضى إلى فتنبرج وعاد إلى إسكوتلندة مشبعاً بالعقائد الجديدة ونادى بالتزكية بالإيمان ودعاه جيمس (عم دافيد) وبيتون، ثم رئيس أساقفة سانت اندروز للحضور، وإيضاح ما يعنيه بأقواله، فجاء وتمسك بآرائه وأحرق (١٥٢٨). وفي عام ١٥٣٤ أحرق اثنان آخران من "العلماء" كما كان المصلحون الدينيون الإسكوتلنديون الأوائل يسمون أنفسهم. وشنق أربعة رجال وأغرقت امرأة عام ١٥٤٤، وطبقاً لما يرويه نوكس الذي لا يعتمد على روايته دائماً، ذهبت إلى حتفها وعلى صدرها طفل رضيع (١٤).
وكانت عمليات القتل العمد هذه موزعة على عصور ومواضع مختلفة، إلى حد جعلها لا تثير رد فعل عام قوي. بيد أن شنق جورج ريشارت مس شغاف قلوب الكثيرين، وكان أحول حادث له أثره في الإصلاح الديني الإسكوتلندي. وقد ترجم ريشارت حوالي عام ١٥٤٣ الاعتراف السويسري البروتستانتي الأول، ومن سوء الحظ أن هذا الإعلان البروتستانتي أمر السلطات