والأسفين والرافعة والملزمة والعجلة، وصاغ قوانين القصور الذاتي والتصادم وكمية التحرك، وربما أوحى إلى باسكال بأن الضغط الجوي ينخفض بالارتفاع (١٠١)، ولو أنه أخطأ في إعلان أنه لا يوجد ثمة-فراغ إلا في عقل باسكال (١٠٢). وأشار إلى أن كل جسم محوط بدوامات من جسيمات دقيقة تدور حوله-في طبقات كروية-وهي فكرة تشبه نظرية المجال المغناطيسي الحالية. وفي البصريات حسب حساباً صحيحاً زاوية الانكسار، وحلل التغيرات التي يتعرض لها الضوء بفعل العدسة البللورية للعين، وحل مشكلة تصحيح الزيغ الكروي في التلسكوب، وصمم عدسات ذات تقوس بيضي الشكل أو زائدي المقطع، خالية من هذا الزيغ (١٠٣).
وشرح جنيناً، ووصفه من الوجه التشريحية، وهو يقول أنه شرح رؤوس حيوانات مختلفة ليتحقق في أيها تكون الذاكرة والتصور وغيرهما (١٠٤). وأجرى تجارب على الفعل اللاإرادي أو المنعكس، وشرح الطريقة (الميكانيكية) التي تطرف بها العين عند اقتراب الضربة أو اللطمة (١٠٥). ووضع نظرية للانفعال شبيهة بتلك التي وضعها وليم جيمس وكارل لانج: إن السبب الخارجي للانفعال (مثل وقوع نظرنا على حيوان خطير) يولد ذاتياً أو آنياً فعلاً مستجيباً (الهرب) والإحساس المرتبط به (الخوف)، فالانفعال هو إنجاز الفعل لا سببه. والانفعالات متأصلة في الفسيولوجيا، ويجب دراستها وتفسيرها على أنها عمليات ميكانيكية، وليست في حد ذاتها سيئة لأنها الريح في أشرعتنا ولكن إذا لم يلطف منها العقل ويحد منها، فإنها قد تستبعد الإنسان وتدمره.
ويمكن اعتبار الكون كله ميكانيكياً، فيما عدا الله والنفس العقلانية وعرض ديكارت هذه الفكرة وجاليليو ومحكمة التفتيش ماثلتان أمام عينيه-على أنها مجرد فرض: فإذا افترضنا أن الله خلق المادة ووهبها الحركة، فيمكننا أن نتصور أن العالم يتطور بعد ذلك، وفق قوانين الميكانيكا، دون تدخل، إن الحركة الطبيعية للجسيمات المادية في كون ليس فيه فراغ، تأخذ شكلاً دائرياً يؤدي إلى دوامات مختلفة من الحركة. ويمكن أن تكون الشمس والكواكب