للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ورسام المناظر الطبيعية أندريه لنوتر، بأن يصمموا، ويبنوا، ويزخرفوا له قصر فو- لو- فيكونت الريفي الفخم المترامي الأطراف، وأن يخططوا حدائقه، ويزينوها بالتماثيل. وقد استخدم المشروع مرة ثمانية عشر ألف رجل (٤٠)، وكلف ثمانية عشر مليون من الجنيهات الفرنسية، وغطى مساحة ثلاث قوى. هنالك جمع فوكيه الصور والتماثيل والتحف، ومكتبة قوامها ٢٧. ٠٠٠ مجلد حوت فيما حوت عدة نسخ من الكتاب المقدس والتلمود والقرآن دون تفريق. وروى أن هذه القاعات الأنيقة "كانت تتسلل إليها نساء من أنبل الأسر ليؤنسه بثمن غال" (٤٩). وبمثل هذا الذوق، ولكن بثمن أقل، جلب فوكيه الشعراء أمثال كورنبي، وموليير، ولافوتين، ليجمل بهم صالونه.

ونظر لويس بعين الحسد إلى هذه الأبهة وخامرته الظنون في مصدرها. فطلب إلى كولبير أن يفحص أساليب ناظر المالية وحساباته، وأنهى كولبير إلى الملك أن الأساليب والحسابات فاسدة إلى حد لا يصدق. وفي ١٧ أغسطس ١٦٦١ دعا فوكيه الملك الشاب إلى مهرجان أقامته في فو. وقدم الطعام لضيوفه الستة الآلاف طبق من الفضة أو الذهب. ومثل موليير في حدائق القصر ملهاته ( Les F (cheux) ( الثقلاء) وقد كلفت السهرة فوكيه ١٢٠. ٠٠٠ جنيه وكلفته إلى ذلك حريته. ذلك أن لويس أحس أن الرجل "يسرق فوق ما يسمح له به مركزه" ولم يعجبه شعار ( Quo non Ascendam?) ( إلا لا يجوز لي أن أرقى؟) -الذي شفعه بصورة سنجاب يصعد شجرة، وخيل إلى لويس أن إحدى اللوحات التي رسمها لبرون تشمل صورة للآنسة دلافاليير، وكانت إذ ذاك محظية للملك. وكاد يأمر باعتقال فوكيه للتو والساعة، لولا أن أقنعته أمه بأن في ذلك إفساد لسهرة رائعة.

وتربص الملك بالوزير حتى تكاثرت الأدلة على اختلاساته. وفي ٥ سبتمبر أمر قائد مشاته حملة البنادق بالقبض عليه (وهذا القائد