أو ركوب الزورق في القناة، حتى زعمت باريس كلها أنها بدت خليلته، ورأت في هذا انتقاماً عادلاً من "ملك سدوم"(١٠٦) ولكن أغلب الظن أن باريس أخطأت الحكم. فلقد أحبها لويس واشتهاها من جانبه، أما هي، التي بذلت إخلاصها في الحب لأخويها تشالز وجيمس، فقد قبلت الملك أخاً آخر، واتخذت من ربط الثلاثة جميعاً برباط التحالف أو المودة رسالة لها في الحياة.
ففي سنة ١٦٧٠، وبناء على طلب لويس، عبرت المانش إلى إنجلترا لتقنع تشالز بالانضمام إلى فرنسا ضد هولندا، لا بل لتحضه على الجهر بكثلكته. وقد وعد بهذا في معاهدة دوفر السرية (١ يونيو ١٦٧٠)، وعادت هنرييتا إلى فرنسا محملة بالهدايا مكللة بالنصر، ولكن ما مضت أيام على وصولها إلى قصرها في سان- كلو حتى أصابها مرض شديد، فظنت أنها سممت، وكذلك اعتقدت باريس كلها، وهرع الملك والملكة إلى فراشها. وكذلك فعل "المسيو" النادم؛ وكونديه، وتورين، ومدام دي لافاييت، ومدموازيل دمونبانسييه، وأتى بوسويه ليصلي معها، وأخيراً في ٣٠ يونيو، انتهى عذابها، وكشف فحص جثتها عن أن موتها لم يكن بالسم بل بالالتهاب البريتوني (١٠٧)، وشيعها لويس بمشهد لا يشيع بمثله غير أصحاب الرءوس المتوجة، وألقى بوسيه فوق جثمانها في كنيسة سان-دني عظة جنائزية رجت أصداءها القرون.
وهنرييتا هي التي أعطت الملك أولى خليلاته الأكثر علانية. وقد ولدت هذه المرأة، واسمها لويز دي لا فاليير، في مدينة تور عام ١٦٤٤، وتلقت في إيمان مستسلم ذلك التعليم الديني الذي قامت عليه أمها وخالها الكاهن، الذي أصبح فيما بعد أسقفاً لنانت، وما أن بلغت سن التناول الأول حتى مات أبوها، فتزوجت أمها من جديد، وكان الزوج رئيساً لخدم جاستون دوق أورليان، فحصل للويز على وظيفة وصيفة لبنات الدوق، فلما