للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البابوية المطلقة-وأيدوا سلطان الباباوات المطلق على الملوك والمجامع وتعيين الأساقفة، ولكن الغالبية-وهو الحزب الغالي-دافعوا عن استقلال الملك الكامل في الأمور الزمنية، وأنكروا عصمة البابا إلا إذا وافق عليها مجمع مسكوني، ورأوا في الروغان من سيطرة روما منفعة للأكليروس الفرنسي. وصرح أمير كونديه أن من رأيه أنه لو طاب للملك أن يتحول إلى المذهب البروتستانتي لكان رجال الأكليروس الفرنسي أول من يتبعه (٨). وفي ١٦٦٣ أصدرت السوربون-وهي كلية اللاهوت في جامعة باريس-ست مواد تؤكد الموقف الغالي. واتخذت "البرلمانات" الفرنسية ذات الموقف، وأيدت لويس في دعواه بحقه في أن يقرر أي المراسيم البابوية ينبغي نشره وقبوله في فرنسا. وفي ١٦٧٨ احتج البابا أنوسنت السادس على هذه النزعة الغالية، وحرم رئيس أساقفة تولوز لأنه عزل أسقفاً قاوم هذه النزعة. ودعا الملك مجمعاً من الأكليروس، كلهم تقريباً من اختباره. وفي مارس ١٦٨٢ أعاد المجتمع تأكيد مواد السوربون الست، ووضع لنفسه المواد الأربع الشهيرة، التي كادت تفصل الكنيسة الفرنسية عن روما:

١ - للبابا سلطان في الأمور الروحية، وليس له سلطان غزل الأمراء أو حل رعاياهم من طاعتهم.

٢ - للمجامع المسكونية سلطان فوق سلطان البابا.

٣ - الحريات التقليدية للكنيسة الفرنسية لا يجوز انتهاكها.

٤ - لا عصمة للبابا إلا بموافقة مجمع الأساقفة.

وأعلن أنوسنت بطلان قرارات المجمع، ورفض التنصيب القانوني لجميع الأساقفة الجدد الذين وافقوا على المواد. وإذ كان لويس لا يعيين إلا أمثال هؤلاء المرشحين، فقد شغرت في ١٦٨٨ نحو خمس وثلاثين أسقفية من أساقفتها القانونيين. على أن الشيخوخة ومدام دمانتنون كانا قد ألانا جانب الملك، ثم أراحه الموت من ذلك البابا العنيد. وفي ١٦٩٣ سمح لويس