١ - هناك تعاليم إلهية يعجز الصالحون عن طاعتها عجزاً مطلقاً رغم إرادتهم.
٢ - لا يستطيع إنسان أن يقاوم تأثير النعمة الإلهية.
٣ - لكي تكون أعمال البشر أهلاً أو غير أهل للمكافأة والتقدير لا يشترط أن تكون خلوا من الضرورة القاهرة، بل يكفي أن تكون بلا ضغط أو كبت.
٤ - هذه الهرطقة، الشبيهة بهرطقة بيلاجيوس، مؤداها السماح لإرادة الإنسان بأن تمنح قوة مقاومة النعمة، أو الامتثال لتأثيرها.
٥ - كل من زعم أن المسح مات، أو سفك دمه، للبشر جميعاً، هو شبيه ببلاجيوس (١٨).
هذه القضايا لم تؤخذ حرفياً من كتاب "أوغسطينيوس"، ولكنها صيغت بقلم أحد اليسوعيين تلخيصاً لتعليم هذا الكتاب. وهي كخلاصة فيها قدر لا بأس به من الإنصاف (١٩)، ولكن الجانسنيين احتجوا بأن القضايا، بهذا الوصف، لا توجد عند جانس-وإن كان آرنو قد ألمع في خبث إلى أنه يمكن العثور عليها كلها عند القديس أوغسطين. وفي غضون ذلك لم يقرأ الكتاب أحد فيما يبدو.
وكان أنطوان آرنو مقاتلاً بالفطرة. فأقر بعصمة البابا في أمور الإيمان والأخلاق، لا في الأمور المتصلة بالحقيقة الواقعة؛ ومن الحقائق الواقعة أنه أنكر أن جانس قرر هذه القضايا المحكوم بإدانتها. وفي ١٦٥٥ عاد إلى مقاتلة اليسوعيين في عقر دارهم بنشره "رسائل إلى دوق ونبيل"، وقد هاجم فيها الأساليب التي زعم أنها أساليب اليسوعيين في كرسي الاعتراف ورحبت السوربون باقتراح بطرده. فأعد دفاعه، وقرأه على أصحابه في البور-رويال. فلم يقع في نفوسهم موقعاً ذا بال، وكان أحدهم