التي أضنتها مقاومتها الطولية ماتت في ٤ أكتوبر وهي لا تجاوز السادسة والثلاثين، وتلاها بسكال بعد عام واحد.
واستنكر الملك خلال ذلك الديباجة الموفقة وأصر على أن يوقع الراهبات الصيغة دون أي إضافة أو تغيير، ونقل القليلات اللاتي وقعن إلى البور-رويال في باريس، ولكن أغلبية الراهبات، تتزعمهن الأم آنييس، صرحن بأنهن ليس في وسعهن التوقيع بضمير خالص على وثيقة تناقض معتقداتهن أشد مناقضة. وفي أغسطس ١٦٦٥ حرم رئيس الأساقفة الراهبات السبعين وأخواتهن العلمانيات الأربعة عشرة من تناول الأسرار المقدسة، وحظر عليهن أي اتصال بالعالم الخارجي. وخلال السنوات الثلاثة التالية، كان أحد الكهنة المتعاطفين مع الراهبات يتسلق أسوار البور-رويال-دي-شان ليناول الراهبات المحتضرات قربانهن الأخير. وفي ١٦٦٦ قبض على ساسي، ولوميتر، وثلاثة من المتوحدين بأمر الملك، أما آرنو الذي تنكر وراء شعر مستعار وسيف، فقد آوته لونجفيل، التي كانت تخدمه بنفسها أثناء اختبائه (٧٨). وتبنت هي وغيرها من النبيلات قضية الراهبات، وأقنعن لويس بأن يلين؛ وفي ١٦٦٨ أصدر البابا كلمنت التاسع مرسوماً جديداً صيغ في لبس حكيم يسمح لجميع الأطراف بقبوله، وأفرج عن السجناء، وردت الراهبات المنشقات إلى البور-رويال-دي شان، وعادت الأجراس تدق في الدير بعد أن صمتت ثلاث سنين. واستقبل الملك آرنو استقبالاً ودياً، وكتعب هذا كتاباً ضد الكلفنين، ولكن نيكولا كتب كتاباً آخر ضد اليسوعيين.
ودام "سلام الكنيسة" أحد عشر عاماً، ثم ماتت مدام لو نجفيل، ومات معها السلام. وإذ بدأ الملك يشيخ، وانقلبت انتصاراته هزائم، واستحال دينه خليطاً من التعصب والخوف، وساءل نفسه، أكان الله يعاقبه على تسامحه مع الهرطقة؟ واتخذ بغضه للجانسنية طابعاً شخصياً، ومن الأمثلة على هذا