ويرى ميشليه أن إرهاب ١٦٨٥ المقدس هذا كان أشنع كثيراً من إرهاب عصر الثورة في ١٧٩٣ (٩٩). وقد أكره نحو ٤٠٠٠. ٠٠٠ من "المهتدين" على حضور القداس وتناول القربان، وحكم على الذين بصقوا قطع القربان المكرسة بعد مغادرتهم الكنيسة بالحرق أحياء (١٠٠). وزج بالذكور من الهيجونوت المعاندين في سجون تحت الأرض أو زنزانات غير مدفأة. أما نساء الهيجونوت الممعنات في العناد فقد حبسن في الأديار حيث لقين على غير توقع المعاملة الرحيمة من الراهبات (١٠١).
على أن إقليمين قاوما الإرهاب ببسالة ملحوظة. وسنسمع أنباء الفودوا في الدوفينيه الفرنسية وبيدمونت السافووية في مكان لاحق من هذا الكتاب. وفي أودية سلسلة جبال السيفين في اللانجدوك احتفظ الألوف من الهيجونوت "المهتدين" بإيمانهم سراً، مترقبين الوقت والفرصة للتحرر. وقد أكد لهم "أنبياءهم" الذين ادعوا الوحي الإلهي بأن الوقت قد اقترب، فلما بدا أن حرب الوراثة الأسبانية تستوعب الأسلحة الفرنسية، شكل الفلاحون جماعات متمردة من "الكاميزا Camisars" الذين ارتدوا القمصان البيض ليميز بعضهم بعضاً في الليل. وفي إحدى المعارك قتلوا الأب شيلا الذي كان يضطهدهم بغيرة شديدة، ففاجأهم فوج من الجند وذبحهم دون تمييز، وهدم بيوتهم وخرب محاصيلهم (١٧٠٢). وردت بقية منهم على هذا الهجوم بضراوة، إلى أن أقنعتهم بالصلح وسائل فيلار النوفيقية.
ومن بين الهيجونوت الذين سكنوا فرنسا في ١٦٦٠ والبالغ عددهم ١. ٥٠٠. ٠٠٠، فرنحو ٤٠٠. ٠٠٠ في العقد الذي تخلله إلغاء مرسوم نانت عبر الحدود المخفورة مغامرين بحياتهم. وعاشت مئات قصص البطولة قرناً بأكمله بعد تلك السنين اليائسة. ورحبت الدول البروتستنتية بالمهاجرين فأفسحت جنيف مكاناً لأربعة آلاف من الهيجونوت برغم أن سكانها لم يزيدوا على ستة عشر ألفاً. وقدم تشالز الثاني وجيمس الثاني المعونة المادية