وحتى في قصور الأهالي، جعلت من كل حجرة تقريباً متحفاً لأشياء تخلب العيون والألباب بسر الكمال الخفي. وعن رفائيل ومساعديه-جوليو رومانو، وبيرينو ديل فاجا، وجوفاني دا أوربيني-وعن قاعات الفاتيكان، نقل لبرون ومساعديه مجموعة الأرباب والربات والكوبيدات وتذكارات النصر والشعارات والنقوش العربية، وأكاليل الزهر وورق الشجر، والحليات القرنية لثمار الأرض، يزينون بها سجل انتصارات الملك على النساء والدول.
وكان الأثاث بطراز لويس الرابع عشر مترفاً فاخراً؛ هنا أذعنت البساطة الكلاسيكية للزخرفة الباروكية. فالمقاعد مسرفة في النقش والتنجيد والتدبب إسرافاً أبعد عنها الإعجاز خشية إلا أرقها. أما الموائد فكنت تجد بينها الثقيل المتين إلى حد يبدو معه غير قابل للحركة. وكانت مناضد الكتابة والمكاتب المزودة برفوف للكتب غاية في الأناقة بحيث تغري القلم بالكتابة في إيجاز لاروشفوكو المحكم أو في حيوية مدام دسفينييه المتدفقة. وكثيراً ما كانت الصناديق وخزانات النفائس تنقش بعناية فائقة أو تطعم برسوم من معدن أو أحجار كريمة. وقد أعطى أندريه شارل بول اسمه ( Buhlwork) لفنه الخاص، فن تطعيم الأثاث، لا سيما الأبونسي، بالمعدن المحفور، وصدف السلاحف، واللؤلؤ الخ، مضيفاً حليات درجية تمثل النبات أو الحيوان ذات رسوم غاية في الرشاقة، وكان يقيم في اللوفر (١٦٧٢) بوصفه نجار الأثاث الأثير لدى لويس الرابع عشر. ولقد بيعت إحدى خزاناته المطعمة بمبلغ ٣. ٠٠٠ جنيه إنجليزي في ١٨٨٢، وربما كان هذا المبلغ يعادل ٥٠. ٠٠٠ دولار في ١٩٦٠ (١١). ولكن بول مات في فقر مدقع بعد أن بلغ التسعين في ١٧٣٢. وقد يكون أوفق لأذواقنا تلك الأكشاك المنقوشة التي أقيمت في هذه الفترة في كاتدرائية نوتردام دباري.
وأصبح النسيج المرسوم الآن فناً اختص به الملك. ولم يقنع كولبير