للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سر الزواج يقوم بها الكاهن، فقد كان عليهم أن يقنعوا بزيجات عرفية بالغة القلق وعدم الاستقرار، كذلك رسم القانون الفرنسي الممثلين وأقصاهم عن كل وظيفة شريفة، وحظر على القضاة حضور الحفلات التمثيلية.

ومن ملامح التاريخ الحديث البارزة أن المسرح استطاع التغلب على هذه المقاومة. ذلك أن المطلب الشعبي للتظاهر والادعاء تخففا وثأراً من الواقع أنجب العدد العديد من الهزليات والملاهي، وكان للآلام التي فرضها على الرجال الاقتصار على زوجة واحدة الفضل في إقبال جمهور سخي العطاء على مسرحيات الحب الحلال أو الحرام. ويلوح أن ريشليو وافق ليو العاشر على أن أيسر سبيل للهيمنة على المسرح هو رعاية أفضل المسرحيات لا رفضها كلها، وبهذه الطريقة قد يتيح القدوة للذوق العام، والعيش للفرق المسرحية المهذبة. وليلاحظ القارئ تقرير فولتير الآتي: "منذ أدخل الكردينال ريشليو الأداء المنتظم للتمثيليات في البلاط، الأمر الذي جعل باريس الآن منافسة لأثينا، لم يقتصر الأمر على تخصيص مقعد يجلس عليه رجال الأكاديمية التي تضم نفراً من القساوسة، بل خصص مقعداً آخر للأساقفة (١) ". وفي ١٦٤١، ربما بناء على طلب الكردينال، بسط لويس الثالث عشر رعايته على فريق من الممثلين عرفوا بعدها بالفرقة الملكية أو الكوميديين الملكيين، وأجرى عليهم معاشاً قدره ألف جنيه في العام، وأصدر مرسوماً يعترف بالمسرح لوناً مباحاً من ألوان الترفيه، وأعرب عن رغبته الملك في ألا تعتبر مهنة الممثل بعدها ضارة بمركزه في المجتمع (٢). وأقامت الفرقة مسرحها في "الأوتيل دبورجون" وحظيت برعاية لويس الرابع عشر الرسمية، واحتفظت طوال حكمه بتفوقها في إخراج المآسي.

ورغبة في رفع مستوى الملهاة الفرنسية، دعا مازاران نفراً من الممثلين الإيطاليين إلى باريس، ومنهم تيبيريو فيوريللي، الذي أصبح أثيراً لدى جاريس والبلاط بأدائه دور المهرج الفشار "سكاراموتشا". ولعله هو