مثلث ذو مماس. فالآنسة شارتر فتاة بارعة الجمال ولكن في تواضع يجعل من أمير كليف عبداً لها لأول نظرة. وتتزوجه عملاً بنصيحة أمها، ولكنها لا تشعر نحوه شعوراً أحر من الاحترام. وما يلبث دوق نيمور أن يراها فيهيم بها لتوه، وتصده هي في إحساس بالفضيلة، ولكن إلحاحه المحموم يمس قلبها، وشيئاً فشيئاً تتحول الشفقة فيها حباً. وتعترف بهذا التطور لزوجها، وتتوسل إليه أن يبعدها عن القصر وعن التجربة، ولكنه لا يستطيع أن يصدق أنها وفية له، فيخترمه الهم حتى يقتله، وكأن قرنيه الوهميين خرقا حلقه. أما الأميرة فتصد الدوق وضميرها يبكتها على موت الأمير، وتكرس ما بقي لها من عمر لأعمال البر. وقد علق "بيل" الشكاك على القصة بقوله: لو أن امرأة بهذا الطهر والوفاء وجدت في فرنسا لمشى ألفا ومائتي ميل ليرها (٥٨).
ونشر الكتاب غفلاً من اسم المؤلفة، ولكن سرعان ما أستقر رأي الأوساط الأدبية على أنه إحدى ثمرات علاقة حميمة مشهورة آنذاك. قالت الآنسة سكوديري:(لقد كتب مسيو دلاروشفوكو ومدام دلافاييت رواية … قيل لي أنها كتبت على نحو يثير الإعجاب (٥٩))، ولكنها أضافت "أنهما لم يعودا في سن تسمح لهما بالاشتراك معاً في أي عمل غير هذا (٦٠) ". ولكن كلا المؤلفين المزعومين أنكرا تأليف الرواية. وكتبت لاسكوديري تقول "إن الأميرة كليف أرملة مسكينة تبرأ منها أبوها وأمها". أياً كان الأمر، فقد أجمع الكل على أنها أروع رواية كتبت في فرنسا إلى ذلك الحين. واعترف فونتنيل بأن قرأها أربع مرات، وكان رأي بوالو، عدو الرومانس، في مدام دلافايين أنها "أبدع عقل وأفضل كاتبة بين نساء فرنسا". ويقر التاريخ لأميرة كليف بأنها من أول الروايات السيكولوجية وما زالت من أفضلها. وهي الرواية الفرنسية الوحيدة من روايات ذلك العصر التي ما زال في الإمكان قراءتها دون ما ألم.