للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الثاني إلى عرش إنجلترا، فأوصى جان دي ويت مشدداً بأن يرضى عن ابن أخته وليم أورنج الثالث، وبعد قليل طالب بإلغاء "قانون الإبعاد" الذي أقصى بمقتضاه وليم عن المناصب، ووافق دي ويت وهكذا مهد الملك الاستيوارتي لسقوط أسرة ستيوارت على غير قصد منه. وفي اكتوبر ١٦٦٤، استولت حملة إنجليزية على مستعمرة نيو امستردام الهولندية، وأطلقت عليها اسماً آخر هو نيويورك تكريماً لدوق يورك (جيمس الثاني مستقبلاً) وكان يومها قائد البحريو الإنجليزية. واحتج المجلس التشريعي للأقاليم المتحدة، ولم تعبأ إنجلترا بالاحتجاج، وفي مارس ١٦٦٥ بدأت الحرب الهولندية الثانية.

وقد برر الموقف ما سبق أن اتخذه دي ويت من استعدادات. ذلك أن ضعف القيادة قد أنتقل من المجلس التشريعي إلى حكومة تشارلز الثاني الغافلة العاجزة، وبينما كان الملك المرح يراقص خليلته، ظفر دي ويت بالثناء حتى من أعدائه على الهمة والإخلاص اللذين بذلهما لكل نواحي التنظيم الحربي وتفاصيله. فقد أبحر غير مرة مع الأسطول، وعرض نفسه لكل مخاطر المعركة، وألهم الملاحين بشجاعته وغيرته. ولم تكن البحرية الهولندية إلى ذلك الحين كفؤاً للبحرية الإنجليزية في السفن أو الرجال أو النظام، فأوقعت البحرية الإنجليزية بقيادة دوق يورك هزيمة حاسمة بالبحرية الهولندية في أول لقاء كبير في الحرب (لوفستوفت، ١٣ يونيو ١٦٦٥). على أن المواطنين الهولنديين الصابرين أعادوا بناء أسطولهم وولا عليه رجلاً من أقدر وأجرأ أمراء البحر الذين عرفهم التاريخ. وفي ينويو ١٦٦٧ قاد هذا الرجل، وهو ميشيل أدريانسزون درويتر، ستاً وستين سفينة إلى نهر التيمز، واستولى على قلعة شيرنيس (على نحو أربعين ميلاً شرقي في لندن)، وحطم الحواجز التي تعترض الدخول في نهر ميدواي (الذي يصب في التيمز عند شيرنس) وأخذ، أو حرق، أو أغرق ست عشرة سفينة حربية كانت راسية هناك دون تأهب لمثل هذا الزائر الوقح (١٢ يونيو ١٦٦٧). وإذ